للوصول الفعلي ، فلا تنطبق الآية في موارد صدوره وعدم وصوله.
ثم إنّ البراءة اذا استفيدت من هذه الآية فهي براءة منوطة بعدم قيام دليل على وجوب الاحتياط (١) ، لأنّ هذا الدليل بمثابة الرّسول ايضا.
ومنها : قوله تعالى : (قل لّا أجد فى ما أوحى إلىّ محرّما على طاعم
__________________
(١) بمعنى أن تعاليم الرّسول الاعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم والائمة الاطهار عليهمالسلام متّبعة كيفما تكون ، واقعية ام ظاهرية ، فاذا بحث المجتهد عن حكم مسألة في مظانّها ولم يجد دليلا حجّة ليتّبعه ، ثمّ شكّ في شمول ادلّة الاحتياط لما هو فيه لأسباب ، إمّا لضعف فيها سندا أو دلالة أو غير ذلك ، فهو بمثابة من لم يبعث له رسول تماما ، فيكون حكم هذا حكم ذاك وهي براءة الذمّة ، وإن ثبت لديه وجوب الاحتياط في موارد الجهل يكون ممّن جاءه رسول وبلّغه به.
__________________
الرّسول الاعظم والائمّة الاطهار عليهمالسلام قادرون على ايصال الاحكام لمن سيأتون من بعدهم ـ في عصر الغيبة ـ ولا سيما أيضا أننا لا نشكّ في ان اهتمام المعصومين عليهمالسلام بالشيعة الذين يأتون في عصر الغيبة اكثر من اهتمامهم ببضع مئات من الرواة يبلّغونهم الحكم ثمّ يضيّعونه ، مع العلم انّ الائمة عليهمالسلام يعلمون بأنّ بعض الرّوايات سوف تتلف ، فلو شاءوا لأوصلوا لنا الاحكام بالطرق المألوفة من عدّة طرق صحيحة ، إذن المراد. والله العالم. من هذه الآية المباركة : ليس من صفتنا التعذيب قبل ان نبعث رسولا يتبين لكم معالم الرّسالة وتفاصيلها لكل النّاس ـ من كان في ايّام البعثة ومن يأتي بعدها ـ لوحدة المناط في الجميع ، وانّ الله تعالى قادر على ايصال تعاليم الرسالة بالطرق الطبيعية لكلّ النّاس ، مع عدم تقصيرهم في البحث عن الاحكام ، ولذلك يرى المجتهد. مع عدم علمه بالاحكام رغم بحثه. أنّه لا يستحق العذاب ، ولذلك هذه الآية تكون مؤكّدة ومرشدة الى ما تبنيناه من «قبح العقاب بلا بيان».