يطعمه إلّا أن يكون ميتة أو دما مّسفوحا أو لحم خنزير فإنّه رجس أو فسقا أهلّ لغير الله به فمن اضطرّ غير باغ ولا عاد فإنّ ربّك غفور رّحيم)(١). اذ دلّ على انّ عدم الوجدان كاف في إطلاق العنان (*) ...
__________________
(١) الانعام / ١٤٥. قال في مجمع البيان والتفسير الكاشف وغيرهما انّ «فسقا» معطوفة على لحم خنزير ، والمعنى ـ والله العالم ـ ... إلّا ان يكون ... أو لحم خنزير أو فسقا أهلّ لغير الله به ، وسمّي ـ ما ذكر عليه اسم الصنم ـ فسقا لخروجه عن أمر الله ، واصل الاهلال رفع الصوت بالشيء ، فكأنّه تعالى قال أو لحم خنزير أو ذبيحة لم يذكر عليها اسم الله
__________________
(*) لم يعط للتقريب حقّه ، ولذلك يرد عليه الايرادان الأوّلان ، والتقريب الصحيح الذي لا يرد عليه هذان الإيردان إنّما يتم بالبيان التالي : إنّ قوله تعالى (قل لا أجد فيما اوحي إليّ محرّما على طاعم يطعمه إلّا ..) إشارة إلى أنّ عدم وجدان الخبير تحريما ما كاف لاجراء الحلّية الظاهرية عقلائيا ، بيان ذلك : ان هذه الآيات الكريمة تفيدنا وجود حالة جدال بين علماء اليهود. الذين يعرفون الرّسول الأعظم بصدقه في الرسالة إلّا أنهم ينكرون ذلك ظاهرا. وبين الرّسول الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، يشير إلى ذلك اسلوب الآيات القائلة : ... (ومن الأنعام حمولة وفرشا ، كلوا مما رزقكم الله ولا تتبعوا خطوات الشيطان ، إنّه لكم عدو مبين (١٤٢) ثمانية ازواج ، من الضّأن اثنين ، ومن المعز اثنين ، قلءآلذكرين حرّم أم الانثيين ام ما اشتملت عليه ارحام الانثيين؟ نبؤوني بعلم إن كنتم صادقين (١٤٣) ومن الابل اثنين ، ومن البقر اثنين ، قل آلذكرين حرّم أم الانثيين أم ما اشتملت عليه ارحام الانثيين؟ أم كنتم شهداء إذ وصّاكم الله بهذا؟! فمن أظلم ممّن افترى على الله كذبا ليضلّ الناس بغير علم ، إنّ الله لا يهدي القوم الظالمين (١٤٤) قل لا اجد فيما أوحي إليّ محرّما على طاعم يطعمه إلّا ان يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير ، فانّه رجسّ أو فسقا أهلّ لغير الله به ، فمن اضطرّ غير باغ ولا عاد فانّ ربّك غفور رحيم (١٤٥)) سورة الانعام