قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

دروس في علم الأصول [ ج ٤ ]

دروس في علم الأصول [ ج ٤ ]

358/371
*

ظاهرة في الاشتهار والشيوع المساوق لاستفاضة الرواية وقطعيتها (١) ، وليست بمعنى اشتهار الفتوى على طبقها ، لان ظاهر الحديث اضافة الشهرة الى نفس الرواية لا إلى مضمونها (٢) ، وذلك يناسب ما ذكرناه ويعني الترجيح بالشهرة على هذا الضوء تقديم الرواية القطعية سندا على الظنيّة (٣) ، وهذا مما لا إشكال فيه كما تقدّم ، وليس ذلك ترجيحا لاحدى الحجتين على الاخرى لما (٤) عرفت سابقا من ان حجية الخبر الظني السند

__________________

قال هنا : اتبع الروايات المشهورة لانها تفيد العلم والعلم حجة ، فان لم تورث هذه الروايات المشهورة العلم فليست بحجة ولا مرجّحة (اقول) وتظهر صحّة كلام السيد (قدس‌سره) من خلال قوله عليه‌السلام «فانّ المجمع عليه لا ريب فيه ، وانما الامور ثلاثة : امر بيّن رشدة فيتّبع ..» فبيّن عليه‌السلام أن السبب في الترجيح بالشهرة هو افادتها للعلم وانّ الروايات المشهورة بيّن رشدها وصحّتها.

(١) يظهر ذلك من قوله عليه‌السلام : «ينظر الى ما كان من روايتهما عنّا في ذلك الذي حكما به المجمع عليه عند اصحابك» فقال «روايتهما» ولم يقل «حكمهما» ممّا يستفاد من ذلك ان نظره عليه‌السلام إلى الرواية المشهورة.

(ملاحظة) : هذه نقطة مهمّة في الفقه الاستدلالي ، فانك ترى احيانا ان الروايات الاشهر لم يفت مشهور علمائنا بها ، وانما افتوا بالطائفة الاقل شهرة ، ففي هذه الحالة هل ترجّح الروايات الاشهر؟ ام تاخذ بالروايات الاقلّ شهرة التي عمل بها المشهور؟ ام لا تعتبر الشهرة اصلا سواء كانت روائية ام فتوائية إلّا اذا افادت العلم ـ كما يقول الماتن (قدس‌سره) ـ؟

(٢) شهرة المضمون اي شهرة الفتوى بمضمون الرواية.

(٣) لان مقطوعة السند ـ اضافة الى وضوح تقدّمها على المظنونة ـ اشدّ كاشفية من الروايات المشهورة.

(٤) تعليل ل «ليس ذلك ترجيحا».