(مَقامُ إِبْراهِيمَ) مبتدأ حذف خبره أي منها مقام إبراهيم أو بدل من آيات بدل البعض أو عطف بيان لقوله «آيات» وصحّ بيان الجمع بالواحد إمّا لأنّه وحده بمنزلة آيات كثيرة كما جعل إبراهيم وحده امّة لظهور شأنه وقوّة دلالته على قدرة الله ونبوّة إبراهيم عليهالسلام من تأثير قدمه في حجر صلد وإمّا لاشتمالها عليها لأنّ أثر القدم في الصخرة الصّماء آية ، وغوصة فيها إلى الكعبين آية وإمّا لأنّه بعض الصّخرة دون بعض آية وإبقاؤه دون سائر آيات الأنبياء آية وحفظه مع كثرة الأعداء من المشركين وأهل الكتاب الملاحدة ألوف سنة آية.
وفي حسنة ابن سنان (١) قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام (فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ) ما هذه الآيات البينات؟ قال مقام إبراهيم حيث قام على الحجر فأثرت فيه قدماه ، والحجر الأسود ومنزل إسماعيل ، وسبب هذا الأثر أنّه لمّا ارتفع بنيان الكعبة قام على هذا الحجر ليتمكّن من رفع الحجارة فغاصت فيه قدماه أو أنّه لما جاء زائرا من الشام أرادت امرأة إسماعيل أن تغسل رأسه فلم ينزل فجاءته بهذا الحجر ووضعته مرة إلى شقّه الأيمن فوضع قدمه عليه وإلى الأيسر فوضع قدمه عليه فبقي أثر قدمه.
(وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً) جملة ابتدائيّة أو شرطية معطوفة من حيث المعنى على مقام ، لأنّه في معنى أمن من دخله أي ومنها أمن من دخله واقتصر في الآيات عليهما لأنّ فيهما غنية عن غيرهما في الذات : من بقاء الأثر مدى الدهر ، والأمن من العذاب يوم القيامة.
وقد تظافرت الأخبار بكونه أمنا من العذاب يوم القيمة روى عن النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من مات في أحد الحرمين (٢) بعث يوم القيامة آمنا ونحوها.
__________________
(١) انظر الكافي ج ١ ص ٢٢٧ باب في قوله تعالى (فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ) الحديث ١ وهو في المرآة ج ٣ ص ٢٦٠ ونقله في المنتقى ج ٢ ص ٢٦٦ والوافي الجزء الثامن ص ١٦ والبرهان ج ١ ص ٢٩٩ ونور الثقلين ج ١ ص ٣٠٤ الرقم ٢٥٦ وهو في الوسائل الباب ١٨ من أبواب مقدمات الطواف الحديث ٤ ج ٢ ص ٣٠٠ ط الأميري.
(٢) الفقيه ج ٢ ص ١٤٧ في الرقم ٦٥٠ واللفظ فيه بعثه الله من الآمنين ونقله في ـ