قول الله عزوجل (ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ) قال أخذ الشارب وقصّ الأظفار ، وما أشبه ذلك ، ونحوها من الأخبار.
وفي قول الزجّاج إنّ قضاء التفث كناية عن الخروج من الإحرام إلى الإحلال والشيخ في التبيان فسّر التفث بمناسك الحجّ من الوقوف والطواف والسعي ورمي الجمار والحلق بعد الإحرام من الميقات. وهو قول ابن عبّاس وابن عمر. والأوّل أوفق بظاهر الآية ، وقد يستنبط منه وجوب الترتيب بين الذبح والحلق ، ويلزم منه الترتيب بين المناسك الثلاثة بمنى إذ لا قائل بالفصل إلّا أنّ الاستدلال عليه بالآية بعيد لعدم الظهور ومن ثمّ استحبّ الشيخ في التبيان الحلق أو التقصير.
(وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ) أي ما نذروه في حجّهم من أنواع البرّ أو ما نذروا من نحر الإبل أو مواجب الحجّ [أي ما بقي عن مناسك منى ، فإنّه ألزم به نفسه بالإحرام نوع إلزام] وقرئ بتشديد الفاء لقصد التكثير ، ولا يبعد أن يكون أمر الإيفاء متعلّقا بما نذر على العموم ، وإن لم يكن في الحجّ ، وإن كان النذر مطلقا. والوجه في ذلك خصوصيّة الزمان والمكان لكونهما شريفين فيتضاعف فيه الأعمال الحسنة.
(وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ) سمّي عتيقا لأنّه عتق من أن يملكه الجبابرة ، أو
__________________
ـ الذيل أيضا هنا وهو بعد قوله وما أشبه ذلك :
قلت جعلت فداك فان ذريحا المحاربي حدث عنك أنك قلت (لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ) لقاء الامام (وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ) تلك المناسك؟ قال صدق ذريح وصدقت ، ان للقرآن ظاهرا وباطنا ومن يحتمل ما يحتمل ذريح انتهى الحديث.
وفيه مدح عظيم لذريح يعنى ليس كل أحد مثل ذريح حتى تلقى وتبين له بواطن القرآن وإسراره فان ذريحا يحتمل من الاسرار والغوامض الإلهية ما لا يحتمل غيره ونحن نتكلم عن قريب في شأن ذريح إنشاء الله فاحفظ ما تلوناك هنا ينفعك فيما نتلوه هناك.
ثم انك ترى الحديث في الوافي الجزء الثامن ص ١٩٤ والوسائل الباب ١ من أبواب المزار ج ٢ ص ٣٧٧ ط الأميري ونور الثقلين ج ٣ ص ٤٩٢ بالرقم ٦٩٧ والبرهان ج ٣ ص ٨٨ بالرقم ١٣.