أنّه كان آدم عليهالسلام بناه ثمّ عفا أثره فجدّده إبراهيم عليهالسلام روى الكلينيّ عن عمران بن عطيّة (١) عن الصّادق عليهالسلام في حديث طويل قال فيه أما بدء هذا البيت فانّ الله تبارك وتعالى قال للملائكة (إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) (٢) فردّت الملائكة على الله عزوجل فقالت (أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ) فأعرض عنها فرأت أنّ ذلك من سخطة فلاذت بعرشه ، فأمر الله ملكا من الملائكة أن يجعل له بيتا في السّماء السّادسة يسمّى الضراح بإزاء عرشه ، فصيّره لأهل السّماء يطوفون به : يطوف به سبعون ألف ملك في كلّ يوم لا يعودون ويستغفرون ، فلمّا أن هبط آدم إلى الدّنيا أمره بمرمّة هذا البيت وهو بإزاء ذلك فصيره لآدم عليهالسلام وذرّيته كما صيّر ذلك لأهل السّماء.
__________________
ـ قريش. ٩ ـ بنائه ابن الزبير. ١٠ ـ بنائه الحجاج.
ثم قال وبنيت للمرة الحادية عشرة عام ١٠٣٩ في عهد السلطان مراد ثم نقل عن الفاسى في شفاء الغرام أبياتا أجمل فيها تاريخ الكعبة لعهده وهي :
بنى الكعبة الغراء عشر ذكرتهم |
|
ورتبتهم حسب الذي أخبر الثقة |
ملائكة الرحمن آدم وابنه |
|
كذاك خليل الرحمن ثم العمالقة |
وجرهم يتلوهم قصى قريشهم |
|
كذا ابن الزبير ثم حجاج لاحقه |
فذيل الأبيات بعضهم بقوله :
وخاتمهم من آل عثمان بدرهم |
|
مراد المعالي أسعد الله شارقه |
وقال الفاسى في شفاء الغرام على ما في تاريخ الكعبة للمؤرخ حسين عبد الله بإسلامه ص ٣٩ : ووجدت بخط عبد الله بن عبد الملك المرجانى أن عبد المطلب جد النبي بنى الكعبة بعد قصى ، وقبل بناء قريش ، ولم أر ذلك لغيره وأخشى أن يكون وهما والله أعلم انتهى.
ولذلك عد في تاريخ الكعبة عدة بنائه الكعبة اثنتي عشرة وأضاف إليها عمارتها في العهد السعودى ١٣٧٧ فصارت ثالثة عشرة.
(١) الكافي ج ١ ص ٢١٥ باب بدء البيت والطواف الحديث ١ وهو في المرآة ج ٣ ص ٢٥١.
(٢) البقرة : ٣٠.