(إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) فلا يوصل إليهم الثواب ولا التعظيم كما في غيرهم ممّن يحبّهم ، وقد يستدلّ بظاهرها على تحريم الظلم والعدوان ، وعلى وجوب المقاتلة مع المحارب الّذي يقاتل الإنسان على نفسه وماله ، وعدم جواز مقاتلة من هرب ، وترك القتال وجميع ذلك مذكور في كتب الفروع.
الثالثة : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ قُلْ قِتالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَإِخْراجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلا يَزالُونَ يُقاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كافِرٌ فَأُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ ، وَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ ، هُمْ فِيها خالِدُونَ) (١).
(يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ) بدل من الشّهر بدل اشتمال أي يسئلونك عن القتال في الشّهر الحرام ، والسّائلون هم المشركون على جهة التّعيير والتعييب على المسلمين فيما صدر منهم ، واستحلال القتال في شهر رجب.
فقد روي أنّه صلىاللهعليهوآله بعث (٢) عبد الله بن جحش ابن عمّته على سريّة في جمادى الآخرة قبل بدر بشهرين لترصد عير القريش ، وفي العير عمرو بن عبد الله الحضرميّ وثلاثة معه فقتلوه وأسروا اثنين واستاقوا العير وفيها تجارة من الطائف ، وكان ذلك غرّة رجب وهم يظنّونه من جمادى فقالت قريش : استحلّ محمّد الشّهر الحرام شهرا يأمن
__________________
(١) البقرة : ٢١٧.
(٢) انظر المجمع ج ١ ص ٣١٢ وأسباب النزول للواحدي من ص ٣٥ الى ص ٣٨ ولباب النقول ص ٣٣ والدر المنثور ج ١ ص ٢٥٠ ـ ٢٥٢ وتفسير الطبري ج ٢ من ص ٣٤٦ الى ص ٣٥٢.