الخامسة : (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ وَالْعامِلِينَ عَلَيْها وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقابِ وَالْغارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (١).
(إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ) فقد اختلف في الفرق بينهما (٢) فقيل الفقير المتعفّف الّذي لا يسأل والمسكين الّذي يسأل ، وهو الوارد في رواية أبي بصير (٣) عن الصادق عليهالسلام أنّ
__________________
(١) براءة : ٦١.
(٢) في سن هكذا : قد اختلف في أيهما أسوء حالا ، اى لا مال له ولا كسب بالكلية فقيل : هو الفقير نظرا الى وقوع الابتداء به في الآية ، وليس ذلك الا للاهتمام بشأنه في الحاجة ، من الفقار ، كأنه أصيب فقارة ، ولتعوذ النبي (ص) منه ، ولان المسكين قد يكون له مال لقوله تعالى (أَمَّا السَّفِينَةُ فَكانَتْ لِمَساكِينَ).
وقيل : المسكين لقوله تعالى (أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ) وهو المطروح على التراب لشدة احتياجه ولان الشاعر قد أثبت للفقير مالا في قوله :
أما الفقير الذي كانت حلوبته |
|
وفق العيال فلم يترك له سيد |
ويستفاد من رواية أبي بصير. إلخ.
(٣) انظر الحديث في فروع الكافي ج ١ ص ١٤١ والتهذيب ج ٤ ص ١٠٤ الرقم ٢٩٧ وهو في المرآة ج ٣ ص ١٨٥ وفي المنتقى ج ٢ ص ١٠٦ قال في المنتقى لا يبعد أن يكون من الحسن ، واحتمل حسنة أيضا المجلسي في المرآة ونص الحديث في التهذيب هكذا : محمد بن يعقوب عن على بن إبراهيم عن أحمد بن محمد عن أحمد بن خالد عن عبد الله بن يحيى عن عبد الله بن مسكان عن ابى بصير قال قلت لأبي عبد الله (ع) في قول الله عزوجل (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ) قال الفقير الذي لا يسأل الناس والمسكين اجهد منه والبائس أجهدهم ، وكلما فرض الله عزوجل فإعلانه أفضل من إسراره ، وما كان تطوعا فإسراره أفضل من إعلانه ، ولو ان رجلا حمل زكاة ماله على عاتقة فقسمها علانية كان ذلك حسنا جميلا. ـ