المسكين أسوء حالا لأنّه قال : الفقير الّذي لا يسأل الناس ، والمسكين أجهد منه ، وقيل الفقير هو ذو الزّمانة من أهل الحاجة والمسكين من كان ضعيفا محتاجا ، وقيل هما بمعنى واحد إلّا أنّه ذكر بالصفتين لتأكيد أمره ، ولا فائدة مهمّة في تحقيق البحث هنا بل اللازم أن يعلم أنّ المراد بهما من لا يملك قوت السنة له ولعياله الواجبي النفقة ولو بالصنعة والكسب (وَالْعامِلِينَ عَلَيْها) الساعين في جمعها وتحصيلها.
(وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ) قوم من الكفّار أشراف (١) كان النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يتألّفهم على
__________________
ـ وروى شطرا منه في العياشي ج ١ ص ٩٠ الرقم ٦٥ مع تفاوت في اللفظ حكاه عنه في البرهان ج ٢ ص ١٦٣ والبحار ج ٢٠ ص ١٦ وقريب من الحديث ما رواه محمد بن مسلم عن أحدهما الحديث ١٨ من فروع الكافي باب فرض الزكاة وهو في المرآة والمنتقى موصوف بالصحة ورواه أيضا في العياشي وفي دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٦٠ عن جعفر بن محمد الفقير الذي لا يسأل والمسكين اجهد منه وحكاه في المستدرك ج ١ ص ٥٢١.
ولا ثمرة مهمة في تحقيق البحث في الفرق بينهما الا بناء على وجوب البسط في المقام وفيما لو أوصى أو وقف أو نذر للفقير أو للمسكين إذا قصد معنى اللفظ إجمالا والمتبع عندئذ مفاد الأحاديث السالفة.
ودعوى ظهورها في تفسير الفقير والمسكين في آية الزكاة في غير محلها إذ لا قرينة في غير حديث ابى بصير وهو ان كان مورده الآية لكنه بقرينة ذكر البائس ظاهر في إرادة تفسير اللفظين مطلقا.
وحكى عن ابن إدريس وجماعة من الفقهاء واللغويين ان الفقير أسوء حالا من المسكين واستدل لهم ببعض الوجوه الضعيفة في نفسها فضلا عن صلاحيتها لمعارضة ما سردناه لك من الأحاديث.
(١) انظر أسماءهم في المعارف لابن قتيبة ط المكتبة الحسينية ١٣٥٣ ص ١٤٩ والمخبر لمحمد بن حبيب البغدادي ص ٤٧٣ والدر المنثور ج ٣ ص ٢٥١ نقلا عن عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبى حاتم عن يحيى بن كثير ، وأحكام القرآن لابن العربي ص ٩٥٠ ـ ٩٥٤ وفيه توضيح أحوالهم ، ونهاية الارب للنويرى ج ٧ ص ٣٣٩ و ٣٤٠ والطبقات لابن سعد ط بيروت ج ٢ ص ١٥٢ وسيرة ابن هشام بهامش روض الأنف ج ٢ ص ٣٠٨ ـ ٣١٠ و ـ