في القتال من الزحف ، فقد فرّ ، ومن فرّ من ثلاثة فلم يفرّ ، وذهب آخرون إلى جواز الانصراف على ذلك التقدير ، نظرا إلى أنّ جماعة المسلمين إذا كانوا على النّصف من المشركين بلا زيادة ، وجب الثّبات فإنّ الهيئة الاجتماعيّة لها دخل في المقاومة ، ولا يلزم من ذلك وجوب ثبات الواحد للاثنين ، فينتفي بالأصل السالم عن المعارض ، ويجاب عن الرّواية بأنّها محمولة على ما إذا كان الواحد في سريّة أو جيش (وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) بالنصر والمعونة فكيف لا يكونون غالبين.
الرابعة : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبارَ وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (١).
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً) جيشا كثيرا بحيث يرى لكثرتهم كأنّهم يزحفون ، وهو مصدر زحف الصبيّ إذا دبّ على مقعدته قليلا قليلا
__________________
ـ من أبواب الحاء قولا بكون وفاته مائة وثلث وستين وقولا بكونه ثمان وستين وقولا بكونه أربع وخمسين وعلى أى يصح كونه من أصحاب الأئمة الثلاثة الإمام الباقر والامام الصادق والامام الكاظم.
وأما الحسين بن صالح فلا نعرفه الا من سرد الشيخ قدسسره إياه في ص ٣٧٤ الرقم ٣٥ من أصحاب الإمام الرضا ولم ينقل الأردبيلي في جامع الرواة ج ١ ص ٢٤٤ عنه حديثا.
ومع ذلك فيمكن أن يكون الحسين بن صالح رجلا من أصحاب الصادق يعرفه العياشي ولم يعرفه غيره وعلى أى فليس لنا ما يوجب الاعتماد بوثاقة الحسن بن صالح ولا الحسين بن صالح وروى مضمون الحديث من أهل السنة البيهقي في السنن ج ٩ ص ٧٦ عن ابن عباس.
(١) الأنفال : ١٥ و ١٦.