ألا أبلغ معاوية بن حرب |
|
أمير الظّالمين نثا كلامي |
بأنا صابرون فمنظروكم |
|
إلى يوم التغابن والخصام (١) |
ولعمري إنّ من جعل معاوية أسوة في دينه ، ومقتداه في عبادته ، أو رضي بأفعاله وأقواله ، بعد ما بلغت إليه لمن الضالّين الّذين لم يتّبعوا شريعة الرّسول ، ولا آمنوا به ، وكيف يرتضى بأفعال من لم يخالط الإسلام قلبه ، وإنّما كان دخوله إلى الإسلام كرها وخروجه منه طوعا ورغبة ، وقد ثبت بالنّقل الصّحيح عن أئمّتنا الّذين أذهب الله عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيرا حيث سئلوا عن كون يزيد أسوء حالا أو معاوية ، فقالوا : إنّ يزيد سيّئة من سيّئات معاوية. وكفى بهذا بيانا بحاله في الرّداءة.
الرابعة : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعْصُونَ اللهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ) (٢).
__________________
(١) قال الشيخ محمد عليان المرزوقي في مشاهد الانصاف على شواهد الكشاف المطبوع ذيل الكشاف : لعبد الرحمن بن حسان حين دخل معاوية بن أبى سفيان المدينة فتلقته الأنصار وتخلف أبو قتادة ثم دخل عليه فقال له مالك تخلفت فقال لم يكن عندنا دواب قال فأين النواضح قال قطعناها في طلبك وطلب أبيك يوم بدر ، وقد قال (ص) يا معشر الأنصار ستلقون بعدي أثره قال معاوية فما ذا قال؟ قال : فاصبروا حتى تلقوني قال فاصبروا قال إذا نصبر.
والثناء يقال للخير وقد يقال للشر والنثاء خاص بالشر ، وروى «نثا كلامي» ومنتظروكم ممهلوكم أى أنت وقومك ، والتغابن ظهور الغبن للعمال في تجارات الاعمال ، والخصام المخاصمة والمجادلة ، أي إلى يوم القيمة انتهى ما في مشاهد الانصاف.
ومما يعجبني هنا نقله ما في القاموس في معنى معاوية قال في لغة (ع وى) والمعاوية الكلبة المستحرمة وجرو الثعلب وبلا لام ابن أبى سفيان الصحابي انتهى والكلبة المستحرمة هي التي تبغي الفحل.
(٢) التحريم : ٦.