وفي الصحيح عن داود بن سرحان (١) عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبّهم والقول فيهم ، والوقيعة الحديث ، وعن عليّ بن الحسين (٢) عليهالسلام يا بنىّ انظر خمسة فلا تصاحبهم ولا تحادثهم ولا ترافقهم في طريق ، وعدّ منهم الكذّاب والفاسق والبخيل والأحمق والقاطع لرحمه ، ونحوها من الاخبار الدّالّة على النهي عن المجالسة مطلقا بل المرافقة ، وكفاك دليلا على ذلك ظاهر قوله تعالى (وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ) (٣) ولا يراد من الظّالم سوى من كان مقارفا للذنوب والمعاصي غير مرتدع عنها ، وعلى هذا يمكن حمل الآية على أنّ حتّى لتعليل النهي ، والمعنى لا تقعدوا معهم حتّى يتركوا ذلك ، فانّ الجلوس عندهم قد يكون سببا للاستهزاء والكفر فإنّهم قد يقصدون إغاظة المسلمين ، فإذا لم يكونوا معهم رأسا لم يخوضوا فيه ، أو أنّ الجلوس عندهم قد يكون سببا لذكر آلهتهم فيريدون انتقام ذلك فيكفرون ويستهزؤن بالآيات.
[(وَلا تَرْكَنُوا) (٤) بفتح الكاف وضمّها مع فتح التاء والركون هو الميل اليسير (إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا) الّذين وجد منهم الظلم ، والمراد لا تميلوا إليهم أدنى ميل كما هو
__________________
(١) أصول الكافي باب مجالسة أهل المعاصي الحديث ٤ وهو في المرآة ج ٢ ص ٣٦٦ وفيه بسط كلام في شرح الحديث وللحديث تتمة ورواه في الوسائل في الباب ٣٩ من أبواب الأمر والنهي من كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الحديث ١ ج ٢ ص ٥١٠ ط الأميري.
(٢) أصول الكافي باب مجالسة أهل المعاصي الحديث ٧ وهو في في المرآة ج ٢ ص ٣٦٨ والوافي الجزء الثالث ص ١٠٥ والحديث طويل وفي المرآة عليه شرح مبسوط فراجع ورواه في الوسائل في الباب ١٧ من أبواب العشرة الحديث ١ ج ٢ ص ٢٠٦ ط الأميري.
(٣) هود : ١١٢.
(٤) ذكر هذه الآية من مختصات نسخة سن وهي تحت عنوان : السابعة.