(بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمانِ) أي بئس الذكر المرتفع للمؤمنين أن يذكروا بالفسق بعد دخولهم في الايمان ، واشتهارهم به ، والمراد إمّا تهجين نسبة الكفر أو الفسق إلى المؤمنين ، أو الدّلالة على أنّ التنابز فسق ، والجمع بينه وبين الايمان مستقبح ، وفيه إشعار مّا بعدم الاجتماع بينهما ، وأنّ الفاسق لا يطلق على المؤمن (وَمَنْ لَمْ يَتُبْ) عمّا نهى عنه ويرجع إلى طاعة الله (فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) بسبب وضعهم العصيان موضع الطّاعة ، وتعريضهم أنفسهم للعذاب.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ) كونوا على جانب منه ولا تقاربوه وذكر الكثير ليحتاط في كلّ ظن ويتأمّل حتّى يعلم أنّه من أيّ قبيل هو من الظنّ فانّ منه ما يجب اتّباعه كالظنّ حيث لا قاطع فيه من العمليّات ، وحسن الظنّ بالله وبالمؤمنين كما جاء في الحديث القدسي (١) «أنا عند ظنّ عبدي» وقوله «ولا يموتنّ
__________________
(١) أصول الكافي باب حسن الظن بالله الحديث ٣ رواه عن على بن موسى الرضا عليهالسلام واللفظ أحسن الظن بالله فان الله عزوجل يقول أنا عند ظن عبدي المؤمن بي ، إن خيرا فخيرا وان شرا فشرا ، وهو في المرآة ج ٢ ص ٩٣ وفي شرح ملا صالح ج ٨ ص ٢٢٠ وفي الوافي الجزء الثالث ص ٥٩ ورواه في الوسائل الباب ١٦ من أبواب جهاد النفس ج ٢ ص ٤٥٠ ط أمير بهادر وروى مثله عن عيون أخبار الرضا أيضا وسرده في الاخبار القدسية أيضا في الجواهر السنية باب ما جاء عن الامام على بن موسى الرضا ص ٣٥٧ ط بغداد ١٣٨٤.
قال المجلسي ره في المرآة هذا الخبر مروي من طرق العامة أيضا وقال الخطابي معناه انا عند ظن عبدي في حسن عمله وسوء عمله لان من حسن عمله حسن ظنه ومن ساء عمله ساء ظنه انتهى.
قلت وهو في صحيح مسلم بشرح النووي ج ١١ ص ١٢ وأخرجه السيوطي أيضا في الجامع الصغير بالرقم ٦٠٥١ ج ٤ ص ٤٩١ فيض القدير عن أحمد عن أبي هريرة وبالرقم ٦٠٦٦ عن الحاكم عن انس. وأخرجه محمد المدني في الاتحافات السنية ص ١٠ بالرقم ٥٨ و ٥٩ و ٦٠ و ٦١ بألفاظه المختلفة عن ابن أبى الدنيا والترمذي وابن ـ