(إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ) تعليل مستأنف للأمر باجتناب كثير الظنّ [والمراد الأخذ بالأحوط فيه] والإثم الذّنب الّذي يستحقّ به العقاب.
(وَلا تَجَسَّسُوا) ولا تبحثوا عن عورات المسلمين وتطلبوها وهو تفعّل من الجسّ باعتبار ما فيه من معنى الطلب كالتلمّس ، وقرئ بالحاء من الحسّ الّذي هو أثر الجسّ وغايته ، ومن ثمّ قيل للحواس الجواسّ ، وقد ورد النهي عن تتبّع عورات المسلمين في الأخبار كثيرا فقد روينا في الحسن بل الصّحيح (١) عن محمّد بن مسلم والحلبي عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لا تطلبوا عثرات المؤمنين فإنّ من تتبّع عثرات أخيه تتبّع الله عثرته ومن تتبّع الله عثرته يفضحه ولو في جوف بيته [وعنه صلىاللهعليهوآلهوسلم قال إنّى لأعرف قوما يضربون في صدورهم حزنا يسمعه أهل النّار وهم الهمّازون اللمّازون الّذين يلتمسون عورات المسلمين ويهتكون ستورهم ويشيعون عليهم من الفواحش ما نسي عليهم ونحوها من الاخبار].
(وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً) ولا يذكر بعضكم بعضا بالسّوء كناية أو صريحا في غيبة وفي الحديث عنه (٢) صلىاللهعليهوآلهوسلم حين سئل عن الغيبة : ذكرك أخاك بما يكره ، فان كان
__________________
(١) أصول الكافي باب من طلب عثرات المؤمنين الحديث ٥ وهو في المرآة ج ٢ ص ٣٤١ وشرح ملا صالح ج ١٠ ص ٣ والوافي الجزء الثالث ص ١٦٣ والوسائل الباب ١٥٠ من أبواب أحكام العشرة الحديث ٣ ج ٢ ص ٢٣٧ ط الأميري ، واللفظ في هذا الحديث عثرات المؤمنين مكان عورات ، نعم في الباب أحاديث أخر فيها التعبير بالعورات.
قال ملا صالح : العورة كل أمر قبيح يستره الإنسان أنفه أو حياء ، والمراد بتتبعها تطلبها شيئا بعد شيء في مهلة ، والفحص عن ظاهرها وباطنها بنفسه أو بغيره ، والمراد بتتبع الله تعالى عورته ارادة إظهارها ولو في جوف بيته إذ لا مانع لإرادته تعالى ولا دافع لها.
وقريب من الحديث ما رواه في الكشاف ج ٤ ص ٣٧٢ عند تفسير الآية عن النبي صلىاللهعليهوآله ولابن حجر في تخريجه شرح مبسوط ، وانظر أيضا الدر المنثور ج ٦ ص ٩٢ وص ٩٣.
(٢) أخرجه في الكشاف ج ٤ ص ٣٧٣ وقال ابن حجر متفق عليه ، وبمضمونه حديث أصول الكافي باب الغيبة والبهت عن أبى الحسن الحديث ٦ وهو في المرآة ج ٢ ص ٣٤٩ وشرح ملا صالح ج ١٠ ص ٨ والوافي الجزء الثالث ص ١٦٣.