سرّا ، وبواحد علانية ، وهو المرويّ عن أبى جعفر وأبى عبد الله عليهماالسلام.
ولكن خصوص السبب لا يخصّص ، فيكون حكمها سائرا (١) في كلّ من فعل مثل فعله وله فضل السبق إلى ذلك (فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ) خبر «الّذين» وأتى بالفاعل ليدلّ على أنّ الجزاء والأجر إنّما هو من أجل الإنفاق في طاعة الله تعالى (وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ) من أهوال يوم القيامة وأفزاعها (وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) فيها ، أو لا خوف عليهم من فوت الأجر ونقصه ، ولا هم يحزنون على ذلك.
وفيها دلالة على استحباب إنفاق الأموال الّتي عند المنفق جميعا ، وسيجيء أنّ المستحبّ القصد في الإنفاق ، لا إنفاق الجميع ، فلعلّ هذا محمول على ما إذا كان المنفق له وثوق بحسن التوكّل على الله والصبر على السرّاء والضرّاء ، بحيث لا يجرّه الصدقة إلى السؤال وارتكاب المحذور ، وهو الظاهر ههنا خصوصا على ما عرفت من سبب النزول.
الثانية : (يَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلْ ما أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ) (٢).
(يَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ) نزلت في عمرو بن الجموح (٣) وكان شيخا كبيرا ذا مال
__________________
ـ المنثور ج ١ ص ٣٦٣ وفيه انه أخرجه عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم والطبراني وابن عساكر من طريق عبد الوهاب بن مجاهد عن ابن عباس وتفسير ابن كثير ص ٣٢٦ عن ابن ابى حاتم وابن جرير من طريق عبد الوهاب وعن ابن مردويه بوجه آخر وتفسير الخازن ج ١ ص ١٩٦ وتفسير الكشاف ج ١ ص ٣٠١ ط المكتبة الحلبي ١٣٧٦ وتفسير الرازي ج ٧ ص ٨٩ الطبعة الأخيرة.
(١) جاريا خ.
(٢) البقرة : ٢١٥.
(٣) انظر المجمع ج ١ ص ٣٠٩ وكنز العرفان ج ١ ص ٢٤٣ والدر المنثور ج ١ ص ٢٤٣.