أنبيائه ، ويجوز أن يراد به القرآن (وَالنَّبِيِّينَ) أي الأنبياء كلّهم فإنّهم معصومون [منزّهون] مطهّرون فيما أدّوه إلى الخلق صادقون (١).
(وَآتَى الْمالَ عَلى حُبِّهِ) عطف على آمن أي من أعطى المال على حبّه تعالى خالصا لوجهه لا يريد به جزاء ولا شكورا ويجوز أن يرجع الضمير إلى المال ويؤيّده قوله صلىاللهعليهوآله لما سئل أيّ الصدقة أفضل «أن تؤتيه وأنت صحيح شحيح تأمل العيش وتخشى الفقر» (٢) وأن يرجع إلى الإيتاء المدلول عليه بالفعل ، والجارّ والمجرور في موضع الحال.
(ذَوِي الْقُرْبى) قرابة المعطي (٣) ويؤيّده ما ورد من الحثّ على دفع الصدقة إليهم وصلتهم بها ، قال صلىاللهعليهوآله لمّا سئل عن أفضل الصدقة «جهد المقلّ (٤) على ذي الرحم
__________________
(١) زاد في سن : فان قيل : لا يمكننا العلم بوجود الملائكة ولا العلم بصدق الكتب المنزلة إلا بواسطة صدق الرسل ، فقول الرسل كالأصل لذلك ، فلم قدم الملائكة والكتب على الرسل؟. قلنا المراعى في الآية ترتيب الوجود الخارجي ، فإن الملك يوجد أولا ، ثم يحصل بواسطة تبليغه نزول الكتب ، ثم يصل الكتاب الى الرسول.
(٢) انظر البخاري بشرح فتح الباري ج ٤ ص ٢٧ باب فضل صدقة الشحيح والنسائي ج ٥ ص ٦٨ والكشاف ج ١ ص ٢٥١ والبيضاوي ص ٣٦ والجامع الصغير بشرح فيض القدير ج ٢ ص ٣٦ الرقم ١٢٥٨ عن أبي هريرة أخرجه عن احمد والبخاري ومسلم وابى داود والنسائي مع زيادة وتفاوت يسير في الألفاظ.
(٣) قرابة الرجل خ.
(٤) رواه بلفظ المصنف في المجمع ج ١ ص ٢٦٣ ورواه مع تفاوت في الفقيه ج ٢ ص ٣٨ بالرقم ١٦٥ والتهذيب ج ٤ ص ١٠٦ بالرقم ٣٠١ والكافي ج ١ ص ١٦٤ والكشاف ج ١ ص ٢٥٢ واللسان والنهاية (ك ش ح) والمستدرك ج ١ ص ٥٣٦ عن الجعفريات وكتاب الغايات.
ثم الكشح ما بين الخاصرة إلى الضلع الخلف (بكسر الخاء) وهو ما بين السرة إلى المتن.
قال ابن سيدة على ما في اللسان : والكاشح العدو الباطن العداوة كأنه يطويها في كشحه ـ