في الإسلام (وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) فيقدر على نصر الجماعة القليلة على الفئة الكثيرة وإمدادها بالملائكة كما وقع في ذلك اليوم.
الثانية : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ) (١) الآية.
قد ذكرناها في باب الزكاة فلا نعيدها.
الثالثة (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللهَ وَأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (٢).
(يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ) جمع نفل بسكون الفاء وفتحها وهو الزيادة ومنه سميت النافلة لزيادتها على الواجب ، قيل المراد بها [ههنا] غنيمة يوم بدر [والمراد السؤال عن أحكامها وكيفيّة قسمتها.
ويؤيّده ما قيل إنّها نزلت بسبب اختلاف المسلمين في غنائم بدر] (٣) وأنّها كيف تقسم؟ ومن يقسمها : المهاجرون أو الأنصار؟ فبيّن حكمها وأنّ أمر ذلك إلى الله والرسول ، وقيل : المراد بها أنفال السرايا المجعولة لهم كقوله عليهالسلام من فعل كذا وكذا فله كذا ، وقد وقع منه صلىاللهعليهوآلهوسلم ذلك في يوم بدر ، فتسارع الشبّان وبقي الشيوخ تحت الرايات ، فلمّا انقضى الحرب طلب الشبّان بما كان قد نفلهم النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال الشيوخ : كنّا ردءا لكم لو وقعت عليكم الهزيمة لرجعتم إلينا ، فتشاجروا في ذلك فنزلت.
وبه استدلّ الشافعيّ على أنّه لا يلزم الامام أن يفي بما وعد (٤) وهذان القولان مرغوب عنهما فيما بيننا.
__________________
(١) البقرة : ٢٦٧.
(٢) الأنفال : ١.
(٣) ما بين العلامتين لا يوجد إلا في قض.
(٤) وهو احد قوليه على ما في الكشاف ج ٢ ص ٢.