كتاب الجنايات
(القصاص)
وفيه آيات
الاولى ـ (مِنْ أَجْلِ ذلِكَ) إشارة إلى قتل أحد ابني آدم أخاه ظلما ، والأجل في الأصل بمعنى الجناية يقال : أجل عليهم شرّا يأجله أجلا إذا جنى عليهم جناية وفي هذا المعنى قيل جرّ عليهم جريرة ثمّ قيل فعلت ذلك من جراك ومن أجلك أي من أن جررت وجنيت كأنّه يقول : أنت جررتني الى ذلك وأنت جنيت على هذا ثمّ اتّسع فيه فاستعمل في كلّ تعليل ومن ابتدائية تتعلّق بقوله :
(كَتَبْنا عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ) أي ابتداء الكتب وإنشاؤه من أجل ذلك والمعنى انّا لذلك قضينا على بني إسرائيل. واحتمل بعضهم أن يكون مأخوذا من الأجل بمعنى المدّة المضروبة للشيء فإنّ من لابتداء الغاية فكأنّه قال : من الزّمان الّذي وقع ذلك القتل فيه كتبنا عليهم.
(أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ) بغير قتل نفس يوجب القصاص (أَوْ) قتل نفسا بغير (فَسادٍ فِي الْأَرْضِ) فساد حاصل منها في الأرض فاستحقّت بذلك قتلها لافسادها.
وفسّر الإفساد بالشّرك أو المحاربة وحينئذ يندفع إجمال الآية فإنّها مع الإطلاق مجملة إذ ليس كلّ ما يكون فسادا يوجب القتل نعم يوجبه الفساد المستلزم لإقامة حدّ القتل.
(فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً) من حيث انّه هتك حرمة الدّماء وسنّ القتل وجرى النّاس عليه فكان بمنزلة المشارك فيه ، أو من حيث انّه قتل الجميع والواحد سواء في استجلاب غضب الله والعذاب العظيم وان تفاوت ذلك بالكيفية ، أو من حيث