الثاني
في الخلع والمبارأة
وفيه آية واحدة وهي قوله (وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ) اى من الصّدقات (شَيْئاً) ولو كان قليلا والخطاب فيه يحتمل ان يكون للحكّام نظرا الى انّ الأخذ والإعطاء بأمرهم وصحّ إسناد الأخذ والإيتاء إليهم لأنّهم السّبب القوىّ والمعنى لا يحلّ لكم ايّها الحكّام أن تأمروا بأخذ شيء ممّا حكمتم على الأزواج بإعطائه أوّلا من المهور المدفوعة إليهنّ.
(إِلَّا أَنْ يَخافا) اى الزّوجان (أَلَّا يُقِيما حُدُودَ اللهِ) مفعول يخافا بنزع الخافض اى من ترك اقامة حدوده فيما يلزمها من مواجب الزّوجيّة أو غيرها ، قيل : نزلت في ثابت بن قيس (١) كانت زوجته تبغضه وهو يحبّها فأتت رسول الله صلىاللهعليهوآله وقالت : لا أنا ولا ثابت ولا يجمع رأسي ورأسه شيء ، والله ما أعيبه في دين ولا في خلق ولكنّي أكره الكفر في الإسلام ما أطيقه بغضا فاختلعت منه بحديقة أصدقها ايّاها. ويحتمل أن يكون الخطاب للأزواج وما بعد ذلك خطاب للحكّام وفيه شيء من جهة تشويش النّظم على القراءة المشهورة. والمراد بخوفهما عدم اقامة الحدود ، ظنّهما ذلك.
ويؤيّده قراءة من قرأ يظنّا (٢) وذلك بأن يظنّ من المرأة النّشوز والخروج
__________________
(١) انظر كنز العرفان ج ٢ ، ص ٢٨٤ ، والمجمع ج ١ ، ص ٣٢٩ ، والكشاف ج ١ ص ٢٧٤ ، وروح المعاني ج ٢ ، ص ١٢١. واختلف في المرأة فقيل : هي جميلة بنت سلول وقيل : بنت ابى ابن سلول ، وقيل : بنت عبد الله بن ابى ابن سلول ، وقيل : كان اسمها زينب ، وقيل : كانت حبيبة بنت سهل. انظر الكاف الشاف المطبوع ذيل الكشاف.
(٢) نقل القراءة في الكشاف ج ١ ، ص ٢٧٥ وفيه أيضا نقل قراءة الا أن يخافا على البناء للمفعول وإبدال أن لا يقيما من ألف الضمير بدل الاشتمال ، ونقل أيضا قراءة الا ان تخافوا.