يدل على أن بعضها مسطوح لا جميعها والمنجمون معترفون بأن بعضها مسطوح.
قوله سبحانه : (أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ) الآية لما كانت العرب منفردين عن الناس والسماء لهم سقفا والأرض لهم وطأ والجبال أمامهم وهي كهف لهم وحصن والإبل ملجأهم في الحل والترحال أكلا وشربا وركوبا وحملا نزلت الآية وليست الفيلة بأدل على الله تعالى من البقة ولا الطاوس من القردة فلذلك قرن الإبل بالسماء والأرض بالجبال.
قوله سبحانه :
(هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ) (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ) قال الجبائي معناه خلقكم من آدم وآدم من تراب وقال الطوسي معناه خلق أباكم الذي هو آدم وأنتم من ذريته وهو بمنزلة الأصل لنا من طين فلما كان أصله من الطين جاز أن يقول (خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ) وقال غيره أي خلقكم من الأرض والأول أقوى قال الحسن لم يخلق الله آدم إلا للأرض أن عصى وإن لم يعص ولو لم يعص لخرج على غير تلك الحال وقال غيره يجوز أن يكون خلقه للأرض ولغيرها وإن لم يعص وهو الأقوى لأن ما قاله الحسن لا دليل عليه
فصل
قوله تعالى في خلق آدم (خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ) وفي موضع (مِنْ طِينٍ لازِبٍ) وفي موضع (مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ) وفي موضع (مِنْ صَلْصالٍ كَالْفَخَّارِ) لا تناقض فيها لأنها ترجع إلى أصل واحد وهو التراب فجعله طينا ثم صار كالحما المسنون ثم يبس فصار صلصالا كالفخار
قوله سبحانه :
(خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها) وثم يقتضي المهلة والتراخي وذلك يقتضي أن الله تعالى خلق الخلق من آدم ثم بعد ذلك خلق حواء الجواب أن ذلك وإن كان مؤخرا في اللفظ هو مقدم في المعنى كقول القائل قد رأيت ما كان منك اليوم ثم ما كان منك أمس أو أنه معطوف على معنى واحد كأنه قال (مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ) بمعنى