واحد بل يكون معناه أخذ ميثاق أمم النبيين بتصديق نبيها والعمل بما جاءهم به ويقال أخذ العهد بما نصب لهم من الحجج الواضحة والبراهين الساطعة الدالة على توحيده وعدله وصدق أنبيائه ورسله ويمكن أن يكون ذلك ما روي في تقرير الأنبياء ع على ولاية علي ع على ما بيناه في كتبنا.
قوله سبحانه :
(وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ) هذا الميثاق هو المعنى في قوله (وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللهَ) الآيات.
قوله سبحانه :
(فِطْرَتَ اللهِ) وقوله (مِنَ النُّذُرِ الْأُولى) وقوله (وَما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ) وقوله (لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ) فليس فيها شيء من دعواهم أنه مسح ظهر آدم واستخرج منه الذرية وأشهدها على نفوسها وأخذ إقرارها بمعرفته وقد بينا فساده في الآية الأولى
فصل
قوله تعالى (وَقُلْنا يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ) روي أن الله ألقى على آدم النوم وأخذ منه ضلعا فخلق منه حواء وروي أنه خلقها من فضل طينته قال الرماني وجماعة من المفسرين ليس يمتنع أن يخلق الله حواء من جملة جسد آدم بعد أن لا يكون جزءا مما لا يتم كون الحي حيا إلا معه لأن ما هذه صفته لا يجوز أن ينقل إلى غيره أو يخلق منه حيا آخر حيث يؤدي إلى أن لا يصل الثواب إلى مستحقه لأن المستحق لذلك الجملة بأجمعها.
قوله سبحانه :
(ما جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ) لا يجوز أن يكون لإنسان واحد قلبان لا يؤدي إلى أن لا ينفصل إنسان من إنسانين كأنه ربما يريد بأحد قلبيه ما يكرهه بالقلب الآخر أو يشتهي ما لا يشتهي الآخر أو يعلم ما لا يعلم الآخر فيصير كشخصين وقال بعضهم يجوز أن يكون للإنسان قلب كثير الأجزاء ويمتنع أن يريد ببعض الأجزاء ما يكرهه بالبعض