ودائع النبي ص حمل نساء النبي وأولاده بعده إليه ويدل على شجاعته وعلى استخلافه بعده.
قوله سبحانه :
(إِنَّ اللهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ) معنى البيعة أن يبيع نفسه ويشتري بها الجنة لا يفر حتى يقتل أو يقتل وقد صح هذا لعلي ع لأنه لم يفر في موضع قط ولم يصح ذلك لغيره وقد ذمهم الله في يوم أحد في قوله (وَلَقَدْ كانُوا عاهَدُوا اللهَ مِنْ قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الْأَدْبارَ) وفي يوم حنين (وَضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ) وفي يوم أحد (إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْراكُمْ) وقد صح عند أهل الحديث فرارهما في يوم خيبر وقال الله تعالى (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللهِ إِذا عاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ بَعْدَ تَوْكِيدِها وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً) وقال (إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللهَ يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ)
فصل
قوله تعالى : (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ) أجمعوا على أن خيرة الله من خلقه المتقون ثم أجمعوا على أن خيرة المتقين الخاشعون لقوله (وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ) إلى قوله (مُنِيبٍ) ثم أجمعوا على أن أعظم الناس خشية العلماء لقوله (إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ) وأجمعوا على أن الناس أهداهم إلى الحق وأحقهم أن يكون متبعا لا تابعا لقوله (يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ) وأجمعوا على أن أعلم الناس بالحق وبالعدل أدلهم عليه وأحقهم أن يكون متبعا ولا يكون تابعا لقوله (أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى) فدل كتاب الله وسنة نبيه وإجماع الأمة على أن أفضل هذه الأمة بعد نبيها علي ع ومن زهده أنه لم يحفل بالدنيا ولا الرئاسة فيها يوم توفي رسول الله ص دون أن عكف على تغسيله وتجهيزه وقول الصحابة منا أمير ومنكم أمير إلى أن تقمصها أبو بكر وقال الله تعالى (لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ) الآية اجتمعت الأمة على أن عليا كان من فقراء المهاجرين وأجمعوا على أن أبا بكر كان غنيا وقد صنف في زهده ع كتاب.