قوله سبحانه :
(لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ) لقد عاتب الله أصحاب النبي ص في إيذائه في غير آي من القرآن وما ذكر عليا إلا بخير وذلك نحو قوله (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ) وقوله (وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ) الآية وقوله (إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلى أَحَدٍ) وقوله (فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتابَ اللهُ عَلَيْكُمْ) البخاري قال عمر بن الخطاب توفي رسول الله وهو عنه راض يعني عن علي ولم يثبت ذلك لغيره.
قوله سبحانه :
(وَقالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكاً) الآية (٢٤٨/٢) فيها دلالة على أن من شرط الإمام أن يكون أعلم رعيته وأفضلهم في خصال الفضل لأن الله تعالى علل تقديمه عليهم بكونه أعلم وأقوى وأشجع فلو لا أنه شرط وإلا لم يكن له معنى واجتمعت الأمة أن عليا أشد من أبي بكر وأشجع واجتمعت أيضا على علمه واختلفوا في علم أبي بكر وليس المجمع عليه كالمختلف فيه.
قوله سبحانه :
(فَضَّلَ اللهُ الْمُجاهِدِينَ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقاعِدِينَ دَرَجَةً) الآية اجتمعت الأمة على أن علي بن أبي طالب ع رأس المجاهدين وكاشف الكروب عن النبي ص ولم يرووا لأحد ما روي له من مقاماته المشهورة وجهاده في غزواته المأثورة فثبت أنه أفضل الخلق ثم اجتمعت الأمة ووافق الكتاب والسنة أن لله خيرة من خلقه وأن خيرته من خلقه المتقون قوله (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ) وإن خيرته من المتقين المجاهدون قوله (فَضَّلَ اللهُ الْمُجاهِدِينَ) وإن خيرة المجاهدين السابقون إليه قوله (لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ) وإن خيرته من المجاهدين أكثرهم عملا في الجهاد واجتمعت الأمة على أن السابقين إلى الجهاد هم البدريون وإن خيرة البدريين علي فلم يزل القرآن يصدق بعضه بعضا بإجماعهم حتى دلوا على أن عليا خير هذه الأمة بعد نبيها.
قوله سبحانه :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) فوجدنا