وأما فاطمة فإنها وليدة الإسلام ومن أهل العباء والمباهلة والمهاجرة في أصعب وقت وورد فيها آية التطهير وافتخر جبريل بكونه منهم وأم الحسن والحسين ومنها عقب النبي ص وجعله صاحب سره رَوَى التِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ وَأَبُو يَعْلَى فِي الْمُسْنَدِ وَالْأُقْلِيشِيُّ فِي الضِّيَاءِ وَأَبُو بَكْرٍ مَهْرَوَيْهِ فِي الْأَمَالِي وَالْخَطِيبُ فِي الْأَرْبَعِينِ وَالسَّمْعَانِيُّ فِي الرِّسَالَةِ مُسْنَداً إِلَى جَابِرٍ قَالَ نَاجَى النَّبِيُّ يَوْمَ الطَّائِفِ عَلِيّاً فَأَطَالَ نَجْوَاهُ فَقَالُوا لَقَدْ طَالَ نَجْوَاهُ فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ ص فَقَالَ مَا انْتَجَيْتُهُ وَلَكِنَّ اللهَ انْتَجَاهُ أي أمرني أن أنتجي معه وكان صاحب لوائه ورايته في تاريخي الطبري والبلاذري وصحيحي مسلم والبخاري أنه لما أراد النبي ص أن يخرج إلى بدر اختار كل قوم راية فاختار حمزة حمراء وبنو أمية خضراء وعلي بن أبي طالب صفراء وكانت راية النبي ص بيضاء فأعطاها عليا يوم خيبر لما قال لأعطين الراية غدا رجلا وقال أصحاب السير كانت راية قريش ولواؤها جميعا بيدي قصي بن كلاب ثم لم تزل الراية في يدي عبد المطلب فلما بعث النبي ص ودفعها في أول غزاة حملت فيها وهي ودان إلى علي وكان اللواء يومئذ في بني عبد الدار فأعطاها النبي ص مصعب بن عمير فاستشهد يوم أحد فأخذها النبي ودفعها إلى علي فجمع له يومئذ الراية واللواء وهما أبيضان ذكره الطبري في تاريخه والقشيري في تفسيره وَفِي تَنْبِيهِ الْمَذْكُورِينَ أَنَّهُ سَقَطَ اللِّوَاءُ مِنْ يَدِ عَلِيٍّ يَوْمَ أُحُدٍ مِنْ جَرَاحَةٍ فَتَحَامَاهُ الْمُسْلِمُونَ فَقَالَ النَّبِيُّ ص خُذُوهُ فَضَعُوهُ فِي يَدِهِ الشِّمَالِ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ص بَارَكَ اللهُ فِيكَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَوْصَى إِلَيْهِ أَنْ لَا يُفَارِقَهُ فِي مَرَضِهِ وَأَمَرَهُ بِقَضَاءِ دُيُونِهِ وَغُسْلِهِ وَتَكْفِينِهِ وَالصَّلَاةِ عَلَيْهِ وَدَفْنِهِ وَشَارَكَهُ فِي ذَبْحِ بَاقِي إِبِلِهِ وَكَانَتْ مِائَةً رواه البخاري والسجستاني والعكبري والموصلي وأحمد بن حنبل ورخص له في الجمع بين اسمه وكنيته رواه الثعلبي في تفسيره وابن البيع في معرفة أصول الحديث والسمعاني في رسالته والخطيب والبلاذري في تاريخهما فسمى ابنه أبا القاسم محمد بن الحنفية واختاره عند كسر الأصنام في مكة رواه أحمد بن حنبل وأبو يعلى الموصلي في مسنديهما وأبو بكر الخطيب في تاريخه وأبو الصباح الزعفراني في الفضائل والخطيب الخوارزمي في الأربعين وأبو عبد الله النطنزي في الخصائص وأبو بكر الشيرازي في نزول القرآن وأبو بكر البيهقي في كتابه وخص له فتح بابه في المسجد وسد أبواب الأقارب والأجانب رواه الترمذي والبلاذري وابن حنبل والموصلي وأبو نعيم والبيهقي وأبو بكر الخطيب وشيرويه الديلمي وأبو المظفر السمعاني والخركوشي والعكبري وابن المؤذن والأقليشي وغيرهم عن ثلاثين رجلا من الصحابة منهم ابن عباس والخدري وأبو الطفيل وابن أرقم وابن عمرو سعد أبي