وقاص وحذيفة بن أسيد وأم سلمة فخصوصيتهما بفتح بابيهما دليل على زيادة درجاتهما ورضا الله عنهما والمقام في المسجد وهما جنبان دليل على طهارتهما وعصمتهما وآخاه بعد ما آخى بين الأشكال والأمثال وجعله شكلا لنفسه يقول العرب هذا أخو الشيء إذا أشبهه أو قاربه ولم يكونا أخوين تحقيقا وإنما أبانه منزلته ودرجته على الخلق أجمعين لئلا يتقدم عليه أحد والأخوة في النسب لا يوجب ذلك لأنه قد يكون المؤمن أخا للكافر والمنافق وهذا يوجب الإمامة وخرج حديث الإخاء الأقليشي في ضياء الأولياء وابن صخر في الفوائد ولم يزل ع يصلح به ما كان يفسده غيره مثل حديث خالد وَقَالَ أَنَسٌ بَعَثَ النَّبِيُّ ص عَلِيّاً إِلَى قَوْمٍ عَصَوْهُ فَقَتَلَ الْمُقَاتِلَةَ وَسَبَى الذُّرِّيَّةَ فَتَلَقَّاهُ النَّبِيُّ ص لَمَّا جَاءَ وَاعْتَنَقَهُ وَقَبَّلَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَقَالَ بِأَبِي وَأُمِّي مَنْ شَدَّ اللهُ بِهِ عَضُدِي. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِدَادٍ أَنَّ النَّبِيَّ ص قَالَ لِوَفْدِ الْيَمَنِ لَتُقِيمُنَّ الصَّلَاةَ وَتُؤْتُونَ الزَّكَاةَ أَوْ لَأَبْعَثَنَّ عَلَيْكُمْ رَجُلاً كَنَفْسِي. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ لِوَفْدِ هَوَازِنَ أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتُقِيمُنَّ الصَّلَاةَ وَتُؤْتُونَ الزَّكَاةَ الْخَبَرَ سَوَاءً رَوَاهُ الْأُقْلِيشِيُّ.أبان رسول الله ص بذلك ولايته وأنه ولي الأمر بعده وحَصَلَ الْإِجْمَاعُ عَلَى حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي وَفَاةِ النَّبِيِّ ص أَنَّهُ قَالَ يَا عَبَّاسُ يَا عَمَّ رَسُولِ اللهِ تَقْبَلُ وَصِيَّتِي وَتُنْجِزُ عِدَتِي وَتَقْضِي دَيْنِي فَأَبَى فَأَقْبَلَ عَلَى عَلِيٍّ فَقَالَ يَا أَخِي تَقْبَلُ وَصِيَّتِي وَتُنْجِزُ عِدَتِي وَتَقْضِي دَيْنِي فَقَالَ نَعَمْ فَقَالَ ادْنُ مِنِّي فَدَنَا مِنْهُ فَضَمَّهُ إِلَيْهِ فَأَعْطَاهُ خَاتَمَهُ وَعِمَامَتَهُ وَسَيْفَهُ وَدِرْعَهُ وَبَغْلَتَهُ وَسَرْجَهَا فَقَالَ لَهُ اقْبِضْ هَذَا فِي حَيَاتِي ثُمَّ قَالَ امْضِ عَلَى اسْمِ اللهِ إِلَى مَنْزِلِكَ. يؤكد ذلك ما روته الأمة بأجمعها عَنْ أَبِي رَافِعٍ وَغَيْرِهِ أَنَّ عَلِيّاً نَازَعَ الْعَبَّاسَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فِي تَرْكِهِ النَّبِيَّ ص فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ أَيْنَ كُنْتَ يَا عَبَّاسُ حِينَ جَمَعَ رَسُولُ اللهِ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَأَنْتَ أَحَدُهُمْ فَقَالَ أَيُّهُمْ يُوَازِرُنِي فَيَكُونَ وَصِيِّي وَخَلِيفَتِي فِي أَهْلِي وَيُنْجِزُ مَوْعِدِي وَيَقْضِي دَيْنِي فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ فَمَا أَقْعَدَكَ هَاهُنَا. الخبر وهذا نص جلي يوجب الإمامة
فصل
قوله تعالى : (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ) مِنْهَا قَوْلُهُ ص وَقَدْ نَزَلَ (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) أَنَا الْمُنْذِرُ وَالْهَادِي عَلِيٌ رَوَاهُ حُذَيْفَةَ وَابْنُ عَبَّاسٍ وَأَبُو بَرْزَةَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ وَذَكَرَهُ الضَّحَّاكُ وَالزَّجَّاجُ وَابْنُ جُبَيْرٍ وَابْنُ الْمُسَيَّبِ وَعَبْدُ خَيْرٍ وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ وَالثَّعْلَبِيُّ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَالْفَلَكِيُّ وَالْحَسْكَانِيُّ وَشِيرَوَيْهِوصنف أحمد بن محمد بن معد كتابا فيه تقوية إجماع الإمامية وَقَوْلُهُ مَا أَنْزَلَ اللهُ فِي الْقُرْآنِ آيَةً فِيهَا (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) إِلَّا وَعَلِيٌ