فإذا هم قيام ينظرون هو يوم الخروج ، والسبب فى ذلك زجرة أو صيحة ، ومن ثم فإن الزجرة هى الصيحة ، والصيحة هى صوت عال أو مرتفع أو حاد ، والزاجرات هى الأشياء التى يصدر عنها الزجرات أو الأصوات المرتفعة أو الحادة ، وزجرا يفيد كثرتها وهذه الزجرات المتعددة أشبه بأصوات الصفارات الحادة والشوشرة التى كانت تصدر من الراديو ذو الحجم الكبير فى بداية تصنيعه وبداية اكتشاف هذه الموجات ، وذلك عند محاولة ضبط محطاته ، وذلك لأنهم لم يحسنوا استقبال هذه الموجات فى بدء اكتشافها ، وظل حالهم على ذلك سنين عديدة ، وهذه الأصوات الحادة ينطبق عليها لفظ" الزاجرات زجرا" والفاء تفيد الترتيب والتعقيب ، أى يلزم أولا اكتشاف الصافات صفا ثم تكون زاجرات زجرا لأنهم لم يحسنوا استقبالها فى بدء التعرف عليها.
(فالتاليات ذكرا) : التاليات من التلاوة والقراءة ، وذكرا هو القول ، وتنكير الله عزوجل لكلمة ذكرا يفيد أنه ذكر غير ذكر الله عزوجل ، وذلك لأن ذكر الله عزوجل عند ما يأتى فى القرآن الكريم يأتى بطريقتين ، إما أن يكون معرف بأل" الذكر" ، أو يكون الذكر مرتبط بالله مثل" ذكر من ربهم" ـ الأنبياء ـ أو" ذكر من الرحمن" ـ الشعراء.
التاليات ذكرا هو التطور النهائى لاستقبال الصافات صفا ، وذلك لأن العلماء أحسنوا استقبالها فيما بعد ، فأصبحت التاليات ذكرا واضحة دون أن يكون بها زاجرات زجرا ، ومن سياق الآيات يتضح أن الزاجرات هى الصافات صفا نفسها ، وذلك باعتبار أن العلماء لم يحسنوا استقبالها ، ثم أصبحت تاليات ذكرا باعتبار أن العلماء بعد ذلك أحسنوا استقبالها.