على وفائك بعهدك من غير مزيد ، فإن من طلب من الحق الوفا ، فقد ناط به الجفا ، وليس برب جاف بلا خلاف ـ إشارة ـ الرب رب ، والعبد عبد ، وإن اشتركا في العهد.
فلا تنظر لما عندي |
|
فإن الأمر من عندك |
ولا تطلب وفا عهدي |
|
إذا ما خنت في عهدك |
فوعدي صادق مني |
|
إذا صدقت في وعدك |
وما أتيت إلا من |
|
فساد كان في عقدك |
(آمِنُوا بِما أَنْزَلْتُ مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ وَلا تَشْتَرُوا بِآياتي ثَمَناً قَليلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (٤١) وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (٤٢)
العلم حاكم ، فإن لم يعمل العامل بعلمه فليس بعالم ، العلم لا يمهل ولا يهمل ، العلم أوجب الحكم ، لما علم الخضر حكم ، ولما لم يعلم صاحبه اعترض عليه ونسي ما كان قد
____________________________________
حتى نفي بما عاهدنا عليه الله ، وهذا من لطفه سبحانه بنا في الخطاب ، فهو مثل القائل (إياك أعني فاسمعي يا جاره) فهذا تكليف بتعريف ، وقوله (أُوفِ بِعَهْدِكُمْ) جزاء بطريق المناسبة ، وفاء بوفاء ، فإنه عهد إلينا إذا آمنا به ووقفنا عند حدوده ، أن يدخلنا دار كرامته في جواره وينجينا من عذابه ، قال عليهالسلام (فمن جاء بهن ـ يعني الصلوات ـ لم يضع من حقهن شيئا ، كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة ، ومن لم يأت بهن استخفافا بحقهن ، فليس له عند الله عهد ، إن شاء عذبه وإن شاء أدخله الجنة) فجعل لعبده عهدا عنده سبحانه ، وقوله (وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ) من الرهب والرهبانية ، وإن كانتا ترجعان إلى معنى واحد ، وإياي فخافوني وفاعبدوني ، ولهذا رفع عنهم الخوف في قوله (لا خوف عليهم) وهو خصوص وصف في العبودية ، ثم قال (٤٢) (وَآمِنُوا بِما أَنْزَلْتُ) الآية ، الضمير في آمنوا ، يحتمل أن يعود علينا وعلى غيرنا من أهل الكتاب وغيرهم ، لأنه قال (وَآمِنُوا بِما أَنْزَلْتُ مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ) مصدقا حال لأنزلت ، فلنا من هذا الخطاب الإيمان بما أنزل من قبلنا مصدقا لما معنا ، مما أنزل إلينا وهو القرآن ، ولأهل الكتاب من هذا الخطاب ، وآمنوا بما أنزلت على محمد مصدقا لما معكم مما أنزلته عليكم ، ولغير أهل الكتاب ،