وهم مبرؤون في العطاء والأخذ مع غاية الاستقامة والمشي على سنن الهدى والأدب المشروع ، فيكونون عند الحق بمنزلة ما هو الحق في قلوبهم.
(لِلْفُقَراءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجاهِلُ أَغْنِياءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيماهُمْ لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ (٢٧٣) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٢٧٤) الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلاَّ كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِّ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا وَأَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهى فَلَهُ ما سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللهِ وَمَنْ عادَ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) (٢٧٥)
البيع شراء ومعاوضة ، ولا يعلم قدر ذلك إلا الله ، لذلك قيل لرسول الله صلىاللهعليهوسلم : سعر لنا ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : إن الله هو المسعر وأرجو أن ألقى الله وليس لأحد منكم علي طلبة ، فإن الوزن بين الشيئين بالقيمة مجهول لا يتحقق ، فما بقي إلا المراضاة بين البائع والمشتري ما لم يجهل أمر السوق بالوقت والزمان ، وأحوال الناس في ذلك ، فإن الأحكام والأسعار تختلف باختلاف الأوقات لما يختلف من الأحوال بسلطان الوقت ، فأخبر صلىاللهعليهوسلم أن الحق ألسنة العالم في أثمان الأشياء التي تدخل البيع والشراء ، فمن سام فليعرف من يسم ، ولا تسم على سوم أخيك ولا تبع على بيعه.