اللهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٢٧٨) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُسُ أَمْوالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ (٢٧٩) وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (٢٨٠)
هذه الآية حث على إنظار المعسر إلى ميسرة ، وإن وضعت عنه فهو أعظم لأجرك ، قال صلىاللهعليهوسلم : من أنظر معسرا أو وضع عنه أظله الله في ظله ، وإن الله يوم القيامة يتجاوز عمن يتجاوز عن عباده ، وقال : من سرّه أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفس عن معسر أو يضع عنه ، فقال تعالى : (وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ) أي يؤخر إلى أن يجد ما يؤدي و (أَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ).
(وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) (٢٨١)
(وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ) لا يصح أن يرجع إلى الله إلا من جهل أن الله معه على كل حال ، وما خاطب الحق بقوله : (تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ) إلا من غفل عن كون الله معه على كل حال ؛ كما قال : (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ) فالرجوع إلى الله في الحقيقة من حال أنت عليها لحال ما أنت عليها ، ولما كانت الأحوال كلها بيد الله أضيف الرجوع إلى الله على هذا الوجه ، أي بالبناء للمجهول (ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) الأعمال مكاسب ، ولهذا أقيم الكسب مقام العمل ، والعمل مقام الكسب ، فجاء في آية (وتوفى كل نفس ما عملت) وفي آية (ما كَسَبَتْ) فسمي العمل كسبا ، وناب كل واحد منهما مناب صاحبه.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَدايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلا يَأْبَ كاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَما عَلَّمَهُ اللهُ