إلا هو العليم القدير (وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ)(وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ) قال تعالى : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) وقال صلىاللهعليهوسلم [الرحم شجنة من الرحمن] وقال : [أنا من الله والمؤمنون مني] فالرحم رحمان : رحم طينية ، ورحم دينية ، قال تعالى في الرحم الطينية (وَإِنْ جاهَداكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما وَصاحِبْهُما فِي الدُّنْيا مَعْرُوفاً.) وقال في الرحم الديني (النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ) وقال (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) فأعط الطين حقه ، وانفر إلى رحمك الديني الذي هو أولى بك من نفسك ، فإن صلة الرحم بتقوى الأرحام ، بتحكيم اللطيف على الكثيف ـ إشارة ـ هذه الآية تشير إلى وجوب الشفقة على خلق الله والرحمة بعباد الله ، فإن كان العبد كافرا فهو أخوه من حيث أنه وأباه من نفس واحدة ، وإن كان مؤمنا فهو أخوه أخوة اختصاص ديني سعادي ، فعلى كل حال وجبت الشفقة. (إِنَّ اللهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) رقيب على كل نفس بما كسبت ، فإن الله له مع كل واحد من المملكة أمر خاص في نفسه.
(وَآتُوا الْيَتامى أَمْوالَهُمْ وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَهُمْ إِلى أَمْوالِكُمْ إِنَّهُ كانَ حُوباً كَبِيراً (٢) وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُوا فِي الْيَتامى فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَواحِدَةً أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ ذلِكَ أَدْنى أَلاَّ تَعُولُوا) (٣)
(فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ) اعلم أن مسمى النكاح قد يكون عقد الوطء ، وقد يكون عقدا ووطأ معا ، وقد يكون وطأ ، ويكون نفس الوطء عين العقد ، لأن الوطء لا يصح إلا بعقد الزوجين. (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَواحِدَةً أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ) ما في الخلق من يملك سوى الإنسان ، وما سوى الإنسان من ملك وغيره لا يملك شيئا ، وذلك من حكم الصورة التي خلق عليها الإنسان ، فقال تعالى في إثبات الملك للإنسان (أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ). واعلم أن الكفاءة مشروعة لا معقولة ، والشرع