(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (٦٠) وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا إِلى ما أَنْزَلَ اللهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (٦١) فَكَيْفَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جاؤُكَ يَحْلِفُونَ بِاللهِ إِنْ أَرَدْنا إِلاَّ إِحْساناً وَتَوْفِيقاً (٦٢) أُولئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللهُ ما فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (٦٣) وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ لِيُطاعَ بِإِذْنِ اللهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيماً) (٦٤)
الظالم نفسه هو الذي يرجع إلى ربه ، فإذا جاء هذا الظالم نفسه إلى الرسول صلىاللهعليهوسلم في قبره ولو بعد انتقاله ، واستغفر الله ولم يجد صورة الرسول تستغفر له ، إمّا في النوم أو في اليقظة ، كيف كان ، فيعلم عند ذلك أنّه ما استغفر الله ؛ فإن استغفاره الله في ذلك الموطن يذكّر النبي صلىاللهعليهوسلم بالاستغفار لله في حقه فيجد الله عند ذلك توابا رحيما. ومن قصد الرسول عليه الصلاة والسلام في زيارته إياه عند قبره ، فعليه أن يتلو عليه صلىاللهعليهوسلم هذه الآية الشريفة. وقد ظلمت نفسي وجئت إلى قبره صلىاللهعليهوسلم ، وتلوت عليه صلىاللهعليهوسلم هذه الآية في زيارتي إياه عند قبره ، ولم يكن قصدي في ذلك المجيء إلى الرسول إلا هذه الآية ، فكان القبول ، وقضى الله حاجتي وانصرفت ، ورأيت الأمر على ما ذكرته ، وذلك في سنة إحدى وستمائة.
(فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (٦٥)