فليس له سوى التسليم فيه |
|
وليس له سوى ما يصطفيه |
فإن أوّلته لم تحظ منه |
|
بعلم في القيامة ترتضيه |
فتحشر في ظلمة جهلك ، ما لك نور تمشي به ، ولا يسعى بين يديك. فترى أين تضع قدمك ، وإذا بلغ العبد مقام المحبة الإلهية كما قال : إذا أحب عبدا كان سمعه الذي يسمع به ، إلى أن قال ورجله التي يسعى بها ، فهو يمشي بهذا النور في الناس من حيث كون الله تسمى بالاسم النور (اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) فهو نور ذاتي من قوله صلىاللهعليهوسلم : [واجعلني كلي نورا] فهو يمشي في الناس بربه وهم لا يشعرون ، ثم لنعلم أن الأنوار وإن اجتمعت في الإضاءة والتنفير ، فإن لها درجات في الفضيلة ، كما أن لها أعيانا محسوسة ، كنور الشمس والقمر والنجوم والسراج والنار والبرق ، وكل نور محسوس أو منور ، وأعيانا معقولة ، كنور العلم ونور الكشف ، وهذه أنوار البصائر والأبصار ، وهذه الأنوار المحسوسة والمعقولة ، على طبقات يفضل بعضها بعضا ، فنقول عالم وأعلم ، ومدرك وأدرك ، كما تقول في المحسوس نير وأنور ، أين نور الشمس من نور السراج؟.
(وَكَذلِكَ جَعَلْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكابِرَ مُجْرِمِيها لِيَمْكُرُوا فِيها وَما يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنْفُسِهِمْ وَما يَشْعُرُونَ) (١٢٣)
(وَما يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ) أي عين ما اعتقدوه أنه مكرهم هو مكري بهم (وَما يَشْعُرُونَ) فكان مكر الله بهؤلاء هو عين مكرهم الذي اتصفوا به وهم لا يشعرون.
(وَإِذا جاءَتْهُمْ آيَةٌ قالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتى مِثْلَ ما أُوتِيَ رُسُلُ اللهِ اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغارٌ عِنْدَ اللهِ وَعَذابٌ شَدِيدٌ بِما كانُوا يَمْكُرُونَ) (١٢٤)
ـ قراءة ـ إذا قرأت رسل الله الله ، فإن انقطع نفسك على الجلالة الثانية كان ، وإلا