القرابين : هو إتلاف أرواح عن تدبير أجسام حيوانية ، ليتغذى بها أجسام إنسانية ، فتنظر أرواحها إليها في حال تفريقها فتدبرها إنسانية بعد ما كانت تدبرها إبلا أو بقرا أو غنما. فالأرواح المدبرة لها في كل حال لا تتبدل تبدل الصور ، لأنها لا تقبل التبديل لأحديتها ، وإنما يقبل التبديل المركب من أجسام وأجساد حسا وبرزخا ـ إشارة ـ وإنما قبل قربان الواحد دون أخيه ، لأن الله جعلهما أصلا لبنيه ، ـ الضمير يعود على آدم ـ وهما قبضتان ، فلا بد أن يختص أحدهما بالرضى والآخر بالخسران.
(لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي ما أَنَا بِباسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخافُ اللهَ رَبَّ الْعالَمِينَ (٢٨) إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ وَذلِكَ جَزاءُ الظَّالِمِينَ (٢٩) فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخاسِرِينَ) (٣٠)
قتل قابيل هابيل ظلما فما زال القتل ظلما في بني آدم إلى يوم القيامة ، وعلى الأول كفل من ذلك.
(فَبَعَثَ اللهُ غُراباً يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قالَ يا وَيْلَتى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هذَا الْغُرابِ فَأُوارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ) (٣١)
الندم على ما فات ، وميم الندم منقلبة عن باء مثل لازم ولازب ، وهو أثر حزنه على ما فات يسمى ندما ، والندب : الأثر فقلبت ميما وجعلت لأثر الحزن خاصة ـ إشارة ـ لم كان الغراب معلما؟ لأن الحق ألبسه ثوبا من الليل مظلما ، إشارة إلى أن الغيب يعلم الشهادة ، ولذلك كان الليل غيبا والسواد غيبا ، فأعطاه العلم فعلا وحالا ، وكساه من