بِآياتِنا وَأَنْفُسَهُمْ كانُوا يَظْلِمُونَ (١٧٧) مَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (١٧٨) وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها وَلَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ) (١٧٩)
(لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها وَلَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها) فهم المحجوبون لا يعلمون ولا يشهدون ، فالعين طريق ، والعلم تحقيق ، فما تنظر إلا لتعلم ، ولا تخاطب إلا لتفهم ، والتلبيس يدخل على البصر ، ومن استعمله العلم كان بحكم الفهم ، فالشهادة على الخبر أقوى في الحكم من شهادة البصر ، فإذا أنصف الإنسان ، فرق بين الإيمان والعيان ، فالتصديق بالخبر فوق الحكم بما يشهده البصر ، فإذا أنصف الإنسان ، فرق بين الإيمان والعيان ، فالتصديق بالخبر فوق الحكم بما يشهده البصر ، إلا إذا نظر واعتبر (أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ) الإنسان الحيوان حكمه حكم سائر الحيوان ، إلا أنه يتميز عن غيره من الحيوان بالفصل المقوم له ، كما يتميز الحيوان بعضه عن بعض الفصول المقومة لكل واحد من الحيوان ، فالإنسان الحيواني من جملة الحشرات ، فقال تعالى في أهل الضلال : (أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ) فإن لهم قلوبا يعقلون بها ، وإن لهم أعينا يبصرون بها ، وإن لهم آذانا يسمعون بها ، فأنزلوا أنفسهم منزلة الأنعام (بَلْ هُمْ أَضَلُّ) لأن الأنعام ما جعل الله لهم هذه القوى التي توجب لصاحب البصر أن يعتبر ، ولصاحب الأذن أن يعي ما يسمع ، ولصاحب القلب أن يعقل ، فرتبة خلق الإنسان الحيواني من الإنسان الكامل رتبة خلق النسناس من الإنسان الحيواني.
(وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ سَيُجْزَوْنَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) (١٨٠)
مراتب الأسماء الإلهية : الأسماء الإلهية على ثلاث مراتب ، أسماء تدل على الذات لا تدل