البعض سترا من المخالفات أن تصيبه إذا توجهت عليه لتحلّ به لطلب النفس الشهوانية إياها فيكون معصوما بهذا الستر ، فلا يكون للمخالفة عليه حكم.
(وَقَفَّيْنا عَلى آثارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْراةِ وَآتَيْناهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدىً وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْراةِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (٤٦) وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِما أَنْزَلَ اللهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ (٤٧) وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ عَمَّا جاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهاجاً وَلَوْ شاءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَلكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي ما آتاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) (٤٨)
(وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ) لا مفاضلة في كلام الله من حيث ما هو كلامه ، فالكتب كلها من إل واحد ، والقرآن جامع ، فقد أغنى ، وأنت منه على يقين ، ولست من غيره على يقين ، لما دخله من التبديل والتحريف ، والمهيمن هو الشاهد على الشيء بما له وعليه وكل أمر يتوقف وجوده على وجود أمر آخر فالأمر المتوقف عليه مهيمن على من توقف وجوده عليه ، (لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهاجاً) أنزل الله الشرائع لما تتضمنه من المصالح ، فهي الخير المحض بما فيها من الأمور المؤلمة المنازعة لما تتعلق به الأغراض النفسية التي خلقها الله بالرحمة. خلق الأدوية الكريهة ، للعلل البغيضة ، للمزاج الخاص ، والمنهاج هو ما اجتمع عليه في الأديان ، وما اختلفوا فيه من الأحكام فهو الشرعة التي جعل الله لكل واحد من الرسل ، وذلك تعيين الأعمال التي ينتهي فيها مدة الحكم المعبر عنه بالنسخ في كلام علماء الشريعة ، فهي أحكام الطريقة وكلها مجعولة