مَغْرَماً وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوائِرَ عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (٩٨) وَمِنَ الْأَعْرابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ ما يُنْفِقُ قُرُباتٍ عِنْدَ اللهِ وَصَلَواتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّها قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٩٩) وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (١٠٠)
اختار الحق من الأحوال الرضى فإنه آخر ما يكون من الحق لأهل السعادة من البشرى ، فلا بشرى بعدها ، فإنها بشرى تصحب الأبد ، كما ورد في الخبر ، وهي بشرى بعد رجوع الناس من الرؤية ، بل هي من الله لهم في الكثيب عند الرؤية في الزور الأعظم ، وجناب الله أوسع من أن أرضى منه باليسير ، فإن متعلق الرضى اليسير ولكن أرضى عنه لا منه ، لأن الرضى منه يقطع همم الرجال ، فإن الله لا يعظم عليه شيء طلب منه ، فإن المطلوب منه لا يتناهى ، فليس له طرف نقف عنده ، فوسّع في طلب المزيد إن كنت من العلماء بالله ، وإذا كان اتساع الممكنات لا يقبل التناهي ، فما ظنك بالاتساع الإلهي فيما يجب له؟ فالرضى عنه لا منه ، لأن الرضى منه جهل به ، ونقص ، ويكون الرضى بقضاء الله ، لا بكل مقضي ، فإنه لا ينبغي الرضى بكل مقضي.
(وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرابِ مُنافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلى عَذابٍ عَظِيمٍ (١٠١) وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللهُ أَنْ يَتُوبَ