مقدّر ، يفضل بعضها على بعض ، على قدر سرعة حركاتها الطبيعية أو صغر أفلاكها (لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ) بسير القمر في منازله والشمس فيها ـ فلك المنازل ـ راجع سورة يس آية ـ ٣٩ ـ (ما خَلَقَ اللهُ ذلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ).
(إِنَّ فِي اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَما خَلَقَ اللهُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ) (٦)
المتقي يتولى الله تعليمه فلا يدخل علمه شك ولا شبهة ، فهو صاحب بصيرة ، والمتفكر بين البصر والبصيرة ، لم يبق مع البصر ولا يخلص للبصيرة ، فهو ناظر إلى قوة مخلوقة ، فيصيب ويخطىء ، وإذا أصاب يقبل دخول الشبهة عليه بالقوة التي أفادته الإصابة.
(إِنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا وَرَضُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا وَاطْمَأَنُّوا بِها وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آياتِنا غافِلُونَ (٧) أُولئِكَ مَأْواهُمُ النَّارُ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (٨) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (٩) دَعْواهُمْ فِيها سُبْحانَكَ اللهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) (١٠)
الحمد لله هو آخر دعوى السعداء ، ويرجع الأمر على الابتداء ، وهكذا تكون الدرجات في الجنان ، والأحوال على ترتيب ما كان عليه الإنسان ، فالحمد لله تملأ الميزان ، وهي آخر موضوع ، ولا إله إلا الله تثبت الإيمان ، وهي أول مسموع ، فالحمد لله رب العالمين ، ونعمت العاقبة للمتقين ، فإن الحمد لله هو أول ما تكلم به أول إنسان في نشئه ، وهو آخر دعواهم ، فبدأ العالم بالثناء وختم بالثناء ، وذلك عند قول الله لأهل الجنة : رضائي عنكم