بالتكليف ، وجعل الحق الاختبار تمحيص عباده ، فكان ابتلاء مدرجا في نعمة ، أو نعمة مدرجة في ابتلاء ، مثل خلق الحياة والموت ، فأحسن المؤمنون فربحوا ، ولم يحسن الكفار فخسروا. ـ إشارة ـ بالماء حياة الأحياء ، لما فيه من سرّ الإحياء ، جعل الله من الماء كل شيء حي فكان عرشه على الماء ، قبل الاستواء ، ثم استوى عليه ، وأضاف ما أحاط به إليه ، فهو بكل شيء محيط من مركب وبسيط ، وعلم وجيز وبسيط ووسيط ، استوى عليه اسم الرحمن ، وعمّ حكمه الإنس والجان (وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ).
(وَلَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ ما يَحْبِسُهُ أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (٨) وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْناها مِنْهُ إِنَّهُ لَيَؤُسٌ كَفُورٌ (٩) وَلَئِنْ أَذَقْناهُ نَعْماءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ (١٠) إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (١١) فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّما أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (١٢) أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) (١٣)
للقرآن سور هي منازله ، وله آيات هي دلائله ، وفيه كلمات هي صوره ، وله حروف هي جواهره ودرره ، فالحرف ظرف لمن هي منعوتة بقاصرة الطرف ، والكلمات في الكلام كالمقصورات في الخيام ، فلا تعجز لمفهوم الإشارات ، ولا تعجز عن مدلول العبارات ، فما وقع الإعجاز ، إلا بتقديسه عن المجاز ، فكلّه صدق ، ومدلول كلمه حق ، والأمر ما