وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (١١٠) وَإِنَّ كُلاًّ لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمالَهُمْ إِنَّهُ بِما يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (١١١) فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ وَمَنْ تابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (١١٢)
أمر الإله من الإله تعلق |
|
ما أمره في العالمين محقق |
إلا بواسطة الرسول فإنّه |
|
أمر مطاع سرّه يتحقق |
إن خالفت أمر الإله إرادة |
|
منه تكاد النفس منه تزهق |
ولذاك شيبت النبي مقالة |
|
هي فاستقم فيما أمرت توفق |
فإذا أراد نقيض ما أمرت به |
|
نفس المكلّف فالوقوع محقق |
ما خاطب الله نبيه بالاستقامة المطلقة ، إذ ما ثم طريق إلا وهو مستقيم موصل إلى الله من قوله تعالى (إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) ولكن قيد خطابه بقوله تعالى : (كَما أُمِرْتَ) فمعنى الاستقامة هنا الحركات والسكنات على الطريقة المشروعة ، والصراط المستقيم هو الشرع الإلهي ، والإيمان بالله رأس هذا الطريق ، وشعب الإيمان منازل هذا الطريق التي بين أوله وغايته وما بين المنزلين أحواله وأحكامه. ولما كان أحد لا يعرف هل وافق أمر الله إرادته فيه أنّه يمتثل أمره أو يخالفه؟ لهذا صعب على رسول الله صلىاللهعليهوسلم أمر الله واشتدّ ، فقال شيبتني هود ، فإنها السورة التي نزل فيها (فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ) وأخواتها مما فيه هذه الآية أو معناها ، فالناس من ذلك على خطر (وَمَنْ تابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا) أي لا ترتفعوا عن أمره بما تجدونه في نفوسكم من خلقكم على الصورة الإلهية ، فتقولوا مثلنا لا يكون مأمورا ، فانظر فيما أمرت به أو نهيت عنه من حيث أنك محلّ لوجود عين ما أمرت به أو نهيت عنه ، فمتعلق الأمر عند صاحب هذا النظر أن يهيّىء محله بالانتظار ، فإذا جاء الأمر الإلهي الذي يأتي بالتكوين بلا واسطة ، فينظر أثره في قلبه أولا ، فإن وجد الإباية قد تكونت في قلبه فيعلم