أنه مخذول وأن خذلانه منه ، لأنه على هذه الصورة في حضرة الثبوت عينه التي أعطت العلم لله به ، وإن وجد غير ذلك وهو القبول فكذلك أيضا فينظر في العضو الذي تعلق به ذلك الأمر المشروع أن يتكون فيه من أذن أو عين أو يد أو رجل أو لسان أو بطن أو فرج ، فإنا قد فرغنا من القلب بوجود الإباية أو القبول ، فلا نزال نراقب حكم العلم فينا من الحق حتى نعلم ما كنا فيه فإنه لا يحكم فينا إلا بنا.
ألم تعلم بأن الله منّا |
|
يرانا والوجود لنا شهيد |
فيلزمنا الحياء فلا يرانا |
|
بحيث نهى ونحن له شهود |
وذا من أعجب الأشياء عندي |
|
فيأمرنا ويفعل ما يريد |
يقول لي استقم ويريد مني |
|
مخالفة يؤيدها الوجود |
فيا قوم اسمعوا ما قلت فيمن |
|
هو المولى ونحن له عبيد |
يريد الأمر لا المأمور فانظر |
|
إلى حكم يشيب له الوليد |
(وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِياءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ) (١١٣)
(فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ) وذلك من أثر حكم الدار والموطن ، فقد جعل رسول الله صلىاللهعليهوسلم مولى القوم منهم في الحكم ، فمن جاور مواضع التهم لا يلومن من نسبه إليها ، وكما يحكم على أهل دار الكفر الدار ، وإن كان فيها من لا يستحق ما يستحقه الكفار ، قال صلىاللهعليهوسلم : [أنا بريء من مسلم يقيم بين أظهر المشركين] ـ إشارة ـ لا تركن إلى غير الله ، واكتف بالله في سؤالك ، تسعد إن شاء الله ، فإن من ركن إلى جنسه فقد ركن إلى ظالم ، فإن الله يقول في الإنسان : إنه كان ظلوما لحمله الأمانة ، وما من أحد من الناس إلا حملها.
(وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذلِكَ ذِكْرى لِلذَّاكِرِينَ) (١١٤)