(نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (٤٩)
ـ إشارة ـ لا يمتحن بالدليل إلا صاحب الدعوى ، فمن ادعى فقد عرض نفسه للبلوى (نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) فقلنا بالجرأة على الخطايا.
(وَأَنَّ عَذابِي هُوَ الْعَذابُ الْأَلِيمُ) (٥٠)
فحلت الرزايا بحلول البلايا.
(وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ) (٥١)
ـ إشارة ـ الصوفية أضياف الله ، فإنهم سافروا من حظوظ أنفسهم وجميع الأكوان إيثارا للجناب الإلهي ، فنزلوا به ، فلا يعملون عملا إلا بإذن من نزلوا عليه ، وهو الله ، فلا يتصرفون ولا يسكنون ولا يتحركون إلا عن أمر إلهي ، ومن ليست هذه صفته فهو في الطريق يمشي يقطع مناهل نفسه حتى يصل إلى ربه ، فحينئذ يصح أن يكون ضيفا ، وإذا أقام عنده ولم يرجع كان أهلا ، لأن أهل القرآن ـ وهو الجمع به تعالى ـ هم أهل الله وخاصته.
(إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً قالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ (٥٢) قالُوا لا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ (٥٣) قالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ (٥٤) قالُوا بَشَّرْناكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُنْ مِنَ الْقانِطِينَ (٥٥) قالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّالُّونَ) (٥٦) لا يقنط من رحمة الله ، إلا من ضل عن الطريق وتاه.
(قالَ فَما خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (٥٧) قالُوا إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (٥٨) إِلاَّ آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ (٥٩) إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنا إِنَّها لَمِنَ الْغابِرِينَ (٦٠)