فَلَمَّا جاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ (٦١) قالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (٦٢) قالُوا بَلْ جِئْناكَ بِما كانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ (٦٣) وَأَتَيْناكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصادِقُونَ (٦٤) فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبارَهُمْ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ (٦٥) وَقَضَيْنا إِلَيْهِ ذلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ (٦٦) وَجاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ (٦٧) قالَ إِنَّ هؤُلاءِ ضَيْفِي فَلا تَفْضَحُونِ (٦٨) وَاتَّقُوا اللهَ وَلا تُخْزُونِ (٦٩) قالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعالَمِينَ (٧٠) قالَ هؤُلاءِ بَناتِي إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ (٧١) لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ (٧٢) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ (٧٣) فَجَعَلْنا عالِيَها سافِلَها وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ (٧٤) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ) (٧٥)
السمة هي العلامة وقوله تعالى : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ) قوله صلىاللهعليهوسلم (اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله) فالفراسة نور من أنوار الله عزوجل يهدي له عباده ، ولها دلائل ، والفراسة الشرعية لا تشذ لأنها عن أمر إلهي ، فهي مستمرة عند أهلها لأن دلائلها ، في نفس من قامت به ، بخلاف الفراسة الحكمية فإن أدلتها في نفس المتفرس فيه فقد تشذ ، فالفراسة الشرعية هي أعلى درجات المكاشفة وذلك أن لها علامات في الحس ، بينها وبين عالم الغيب ارتباط ، وهذا علم موقوف على الذوق خلاف الفراسة الحكمية فإنها موقوفة على التجربة والعادة وقد لا تصدق ، ولما كانت الفراسة الشرعية نور الله تعالى فهي لا تعطي إلا الحقائق ، وسبب حصولها جلاء عين البصيرة ، وقد جعل الله لعالم علمها علامات في ظاهر الموجودات ، كما جاء في الأثر عن عثمان بن عفان رضي الله عنه حين أخذ على الرجل في نظره إلى ما لا يحل له فقال له الرجل أوحي بعد رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال لا ولكن قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله» رأيت ذلك في عينيك ، فما جار وما ظلم ، من تفرس وحكم ، يستخرج خفايا الأسرار ، بما عنده من الأنوار ، يعرف الماء في