الماء ، ولا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ، ليس بقائف ، بل هو العارف يعرف الأول من كل شيء فيكشف بها كل خبء ، يفور من بصره النور ، ولا يبور ، هو بالإيمان مشروط ، وبحكمه مربوط ، يمده المؤمن بما شاء من أسمائه ، عند إنبائه ، فلا يبطي ، ولا يخطي ، له النفوذ والمضاء ، وله الحكم والقضاء ، ولا إمساك إن شاء ولا مضاء ، فإن شاء لم يقض وإن شاء قضى ، بما يكون وهو كائن وما قد مضى ، نوره لا يحتاج إلى مدد ، ولا انقضاء مدد ، ولا استبصار بأحد.
(وَإِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ (٧٦) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ (٧٧) وَإِنْ كانَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ لَظالِمِينَ (٧٨) فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ وَإِنَّهُما لَبِإِمامٍ مُبِينٍ) (٧٩)
الإمام المبين وهو الدفتر الأعظم الذي مع الحق على عرشه ، ونقل منه في اللوح المحفوظ قدر ما يقع به التصريف في الدنيا إلى يوم القيامة ، يتضمن ما في العالم من حركة وسكون ، واجتماع وافتراق ، ورزق وأجل وعمل.
(وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ (٨٠) وَآتَيْناهُمْ آياتِنا فَكانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ (٨١) وَكانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً آمِنِينَ (٨٢) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ (٨٣) فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ (٨٤) وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلاَّ بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ) (٨٥)
(وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ) وهو كل عالم علوي (وَالْأَرْضَ) كل عالم سفلي ، فالسماء من عالم الصلاح ، والأرض من عالم الفساد ، ومنه اشتقت اسم الأرضة لما تفسده من الثياب والورق والخشب (وَما بَيْنَهُما إِلَّا بِالْحَقِّ) وهو الحق المخلوق به العالم ، وفي تفسيره وجوه