وأوسع وأوضح في الإطلاق ـ إشارة ـ قرأ بعضهم : والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا.
(أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّراتٍ فِي جَوِّ السَّماءِ ما يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ اللهُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (٧٩)
كم بيّن الله ورسوله لنا ما هي المخلوقات عليه من العلم بالله والطاعة له والقيام بحقه ، ولا نؤمن ولا نسمع!! ونتناول ما ليس الأمر عليه لنكون من المؤمنين ، ونحن على الحقيقة من المكذبين ، ورجحنا حسّنا على الإيمان بما عرفنا به ربنا لمّا لم نشاهد ذلك مشاهدة عين ، فالموجودات كلها ما منها إلا من هو حي ناطق أو حيوان ناطق ، المسمى جمادا أو نباتا أو ميتا ، لأنه ما من شيء من قائم بنفسه وغير قائم بنفسه إلا وهو مسبح بحمد ربه ، وهذا نعت لا يكون إلا لمن هو موصوف بأنه حي يوحي إليه الله تعالى ، فهل سمعتم في النبوة الأولى والثانية قط أن حيوانا أو شيئا من غير الحيوان عصى أمر الله أو لم يقبل وحي الله ، فمن كان مشهده هذا من الموجودات استحى كل الحياء في خلوته التي تسمى خلوة في العامة كما يستحي في جلوته ، فإنه في جلوة أبدا ، لأنه لا يخلو عن مكان يقله وسماء تظله ، ولو لم يكن في مكان لاستحى من أعضائه ورعية بدنه.
(وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَناً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعامِ بُيُوتاً تَسْتَخِفُّونَها يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوافِها وَأَوْبارِها وَأَشْعارِها أَثاثاً وَمَتاعاً إِلى حِينٍ (٨٠) وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلالاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبالِ أَكْناناً وَجَعَلَ لَكُمْ سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ) (٨١)