ساعدة ، لا تابع لأنه ليس بمؤمن ، ولا هو متبوع لأنه ليس برسول عند الله ، بل هو عالم بالله.
(وَإِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها فَفَسَقُوا فِيها فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْناها تَدْمِيراً) (١٦)
إذا حق القول من الله تعالى فهو القول الواجب لا يبدل ، فإن القول الإلهي منه ما يقبل التبديل ، ومنه ما لا يقبل التبديل وهو إذا حق القول منه ، والقول المعروض يقبل التبديل.
(وَكَمْ أَهْلَكْنا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَفى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبادِهِ خَبِيراً بَصِيراً (١٧) مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعاجِلَةَ عَجَّلْنا لَهُ فِيها ما نَشاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاها مَذْمُوماً مَدْحُوراً (١٨) وَمَنْ أَرادَ الْآخِرَةَ وَسَعى لَها سَعْيَها وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ كانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً (١٩) كُلاًّ نُمِدُّ هؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطاءِ رَبِّكَ وَما كانَ عَطاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً) (٢٠)
(كُلًّا نُمِدُّ) وذكر المذموم والمحمود ، وهو من إمداد الأسماء الإلهية التي من حقائقها التقابل ، فالنافع ما هو الضار ، ولا المعطي هو المانع ، (هؤُلاءِ) أصحاب الجنة (وَهَؤُلاءِ) أصحاب النار (مِنْ عَطاءِ رَبِّكَ) فعم العطاء الجميع يعني الطائع والعاصي ، وأهل الخير وأهل الشر مع اختلاف الذوق ، وقد يكون عطاؤه الإلهام ، وقد يكون خلق العمل (وَما كانَ عَطاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً) وهذا إبانة عن حقيقة صحيحة بما هو الأمر عليه وفي نفسه ، من أنه لا حول ولا قوة إلا بالله ، فقوله تعالى (وَما كانَ عَطاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً) أي ممنوعا لأنه يعطي لذاته ، والمحال القوابل تقبل باستعدادها ، واستعدادها أثر الأسماء الإلهية فيها ، ومن الأسماء الإلهية الموافق والمخالف ، مثل الموافق الرحيم الغفور وأشباهه ، ومثل المخالف المعز والمذل ، فلا بد أن يكون استعداد هذا المحل في حكم اسم من هذه الأسماء ، فيكون