الموطن أعني موطن الحشر يعطي ظهور عجز العالم عما كان ينسب إليه في موطن الدنيا من الاقتدار عليه. «وتبرئ الأكمه والأبرص وإذ تخرج الموتى بإذني» أي بأمري لما كنت لسانك وبصرك تكونت عنك الأشياء التي ليست بمقدوره لمن لا أقول على لسانه ، فالتكوين في الحالين لي (فَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ) السحر : مشتق من السحر ، وهو اختلاط الضوء والظلمة ، فلا يتخلص لأحد الجانبين ، فالسحر له وجه إلى الحق فيشبه الحق ، وله وجه إلى غير الحق فيشبه الباطل ، والسحر هو الرئة وهي التي تعطي الهواء الحار الخارج والهواء البارد الداخل وبها ينفث الساحر في العقد.
(وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنا مُسْلِمُونَ (١١١) إِذْ قالَ الْحَوارِيُّونَ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ قالَ اتَّقُوا اللهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (١١٢) قالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْها وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنا وَنَكُونَ عَلَيْها مِنَ الشَّاهِدِينَ (١١٣) قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللهُمَّ رَبَّنا أَنْزِلْ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ تَكُونُ لَنا عِيداً لِأَوَّلِنا وَآخِرِنا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) (١١٤)
اللهم : يا الله أقصد فحذفت الهمزة واكتفي بالهاء لقربها من المخرج والمجاورة ومعنى (اللهُمَّ) أي يا الله أمنا بالخير أي اقصدنا ، والعيد يوم فرح وزينة وسرور وشغل بأحوال النفوس وحظوظها من أكل وشرب وبعال.
(قالَ اللهُ إِنِّي مُنَزِّلُها عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذاباً لا أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعالَمِينَ) (١١٥)
ـ إشارة ـ المائدة إشارة إلى أي حاجة طلبت ، فلا تطلبها حتى تعلم ما الذي يترتب