إياه في الوزارة ، ولولاهما ما أمكن أن يبلغ قلب في الغالب. في هذا العالم ما يريد إبلاغه إليه ، فهما معه في عالم التكليف كالجسد والنفس مع الروح في عالم الخلافة ، ولا يتم لأحدهما ذلك إلا بالآخرين وإلا نقص بقدره ، والمراد في جميع التكليف سلامة القلب ، والخطاب إليه من جهة كل عضو على انفراده ، ومن جهة المجموع ، ثم على انفراده (راجع سورة ق آية ٣٧) ـ نصيحة ـ قف مع الظاهر في كل الأحوال ، ولا تقف ما ليس لك به علم من ظاهر الأقوال.
(وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبالَ طُولاً) (٣٧)
(إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ) فإن الله ما جعلها تقبل الكثافة والظلمة والصلابة إلا لستر ما أودع الله فيها من الكنوز لما جعل فيها من الغيرة ، فحار السعاة في الأرض فلم يخرقوها ولم يبلغوا جبالها طولا.
(كُلُّ ذلِكَ كانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً (٣٨) ذلِكَ مِمَّا أَوْحى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ فَتُلْقى فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَدْحُوراً (٣٩) أَفَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِناثاً إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيماً (٤٠) وَلَقَدْ صَرَّفْنا فِي هذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا وَما يَزِيدُهُمْ إِلاَّ نُفُوراً (٤١) قُلْ لَوْ كانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَما يَقُولُونَ إِذاً لابْتَغَوْا إِلى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً (٤٢) سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيراً (٤٣) تُسَبِّحُ لَهُ السَّماواتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً) (٤٤)
التسبيح تنزيه ، وراعى الحق في هذا الموطن تسبيح السموات والأرض ، فإن لكل عالم ثناء خاصا لا يكون لغيره (وَمَنْ فِيهِنَّ) يعني الملائكة وإن كان البعض من العالم ، وجمع