غسله إلا في الوضوء فيه ، فالحكم فيهما عندي راجع إلى حكم الوضوء ، والوضوء عندنا لا بد منه في الاغتسال من الجنابة (وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضى أَوْ عَلى سَفَرٍ أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ) التيمم ـ انظر النساء آية (٤٣) ـ تحقيق ونصيحة ـ (إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ)
ولما أتينا بالطهارة كلها |
|
على وفق شرع الله في الحسّ والعقل |
أتينا نناجيه بقدس كلامه |
|
على نحو ما قد صح عندي من النقل |
فلم يستطع إحداث لفظي لكونه |
|
قديما فناجيت المهيمن بالفعل |
ولم يستطع معناي أيضا كلامه |
|
فقد صحّ عندي أنني لست بالمثل |
فردّ علي الله من عرش ذاته |
|
بما طابق اللفظ الذي جاء من ظلي |
على نحو ما أتلوه في النور والهدى |
|
بإيجاد وصف العدل منه أو الفضل |
وما سمع الرحمن غير كلامه |
|
على مقولي في الفرض كنت أو النفل |
فصحّ لي التعبير عنه لأنه |
|
تعالى عن الأصوات والحرف والشكل |
فإن قلت : إني قد تلوت كلامه |
|
فقد قلت : إني ما تلوت سوى مثل |
فإن تك خالفت الذي قد نصصته |
|
فقد غصت يا مسكين في أبحر الجهل |
فيا عقل انصرف إلى مصلاك ، ليتلو سبحانه كلامه عليك ، فاستمع وانصت ، وتحقق ذلك المقام ، واثبت فإنه مقام الدهش والطيش ، ومحل الحياة والعيش ، فاشحذ فؤادك ، واترك اعتقادك ، ولا تدبر في حين الخطاب ، ولا تفكر فيما تردّ عليه من الجواب ، فإنه مقام التأييد والقوة ، ومشربه الرسالة والنبوة ، فإن إجابة الحق إذا خاطب عبده لا ينتجها فكر ، ولا يقوم لها ذكر ، حسب العقل قبول الخطاب ، وقبول ما يخلق فيه من الجواب ، من غير تقدم قصد ولا نية ، ولا فكر ولا روية ، (وأنت) يا حسّ اتل على ربك كلامه ، ولا تلتفت ، وحقق معنى ما تناجيه به وتثبّت ، وشمّر أذيالك ، واجعل خلفك أعمالك وآمالك ، وضع اليدين مكتوفتين فوق السرة وتحت الصدر ، واطلب منه في ذلك المقام فضل ليلة القدر ، في كونها خيرا من ألف شهر ، واجعل كل صلاة تدخل فيها آخر صلاتك ، وذلك النفس منته حياتك ، فلا تزال مقنعا ، ولربك مستمعا ، متوشحا بالحياء ، غير ملتفت إلى السماء ، طرفك حيث سجودك ، وقلبك حيث معبودك ، وخشية تخشع