من حيث أنه سبحانه وارث فإنه تعالى قال إنه يرث الأرض ومن عليها ، وهكذا الإشارة في كل خير منسوب مضاف مثل خير الصابرين والشاكرين ، ومثل هذا مما ورد عن الله في أي شرع.
(فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (٩٠) وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ) (٩١)
روح عيسى منفوخ بالجمع والكثرة ففيه قوى جميع الأسماء والأرواح ، فإنه قال فنفخنا بنون الجمع ، فإن جبريل عليهالسلام وهبه لها بشرا سويا ، فتجلى في صورة إنسان كامل فنفخ وهو نفخ الحق ، كما قال على لسان عبده سمع الله لمن حمده.
(إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (٩٢) وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنا راجِعُونَ (٩٣) فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كاتِبُونَ (٩٤) وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ (٩٥) حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ) (٩٦)
جاء في حديث أبي عيسى الترمذي عن الدجال أن عيسى عليهالسلام يقتله بباب لد ، ثم قال ويلبث كذلك ما شاء الله ، ثم يوحي الله إليه أن أحرز عبادي إلى الطور ، فإني قد أنزلت عبادا لي لا يد لأحد بقتالهم ، قال ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم كما قال الله تعالى : (مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ) قال فيمر أولهم ببحيرة طبرية فيشربون ما بها ، ثم يمر بها آخرهم فيقولون لقد كان بهذه مرة ماء ، ثم يسيرون إلى أن ينتهوا إلى جبل بيت المقدس ، فيقولون لقد قتلنا من في الأرض فهلم فلنقتل من في السماء ، فيرمون بنشابهم إلى السماء فيرد الله