والمنفصلات بالكميات ، وصور الأدوار والحركات الزمانيات ، وصور الأقطار والأكوار المكانيات ، والصور الحافظات الماسكات نظام العالم ، الحاملات أسباب المناقب والمثالب العرضيات ، وأسباب المدائح أو المذام الشرعيات ، وأسباب الصلاح والفساد الوضعيات الحكميات ، وصور الإضافات بين المالك والمملوك ، والآباء والأبناء والبنات ، وصور التمليك بالعبيد والإماء الخارجات ، والحسن والجمال والعلم وأمثال ذلك الداخلات ، وصور التوجهات الفعلية القائمة بالفاعلات ، وصور المنفعلات التي هي بالفعل والفاعلات مرتبطات ، وقال عند ما جلّاها بالشمس وضحاها والقمر إذا تلاها ، والنهار إذا جلّاها والليل إذا يغشاها ، والسماء وما بناها ، والأرض وما طحاها. هذه حقائق الآباء العلويات ، والأمهات السفليات ، ولها البقاء بالإبقاء ، مع استمرار التكوينات والتلوينات بالتغيير والاستحالات ، ليثبت عندها علم ما هي الحضرة الإلهية عليه من العزة والثبات ، فهذا هو الذي أبرز سبحانه من المعلومات ، ولا يجوز غير ذلك فإنه لم يبق سوى الواجبات والمحالات. فأول موجود أداره سبحانه فلك الإشارات إدارة إحاطة معنوية ، وهو أول الأفلاك الممكنات المحدثات المعقولات ، وأول صورة ظهر في هذا الفلك العمائي صور الروحانيات المهيمات ، الذي منها القلم الإلهي الكاتب العلام في الرسالات ، وهو العقل الأول الفياض في الحكميات والإنباءات ، وهو الحقيقة المحمدية ، والحق المخلوق به ، والعدل ، عند أهل اللطائف والإشارات ، وهو الروح القدسي الكل ، عند أهل الكشوف والتلويحات ، فجعله عالما حافظا باقيا تاما كاملا فياضا كاتبا من دواة العلم ، تحركه يمين القدرة عن سلطان الإرادة والعلوم الجاريات إلى نهايات ، وهو مستوى الأسماء الإلهيات. ثم أدار معدن فلك النفوس دون هذا الفلك وهو اللوح المحفوظ في النبوات ، وهو النفس المنفعلة عند أصحاب الإدراكات والإشارات والمكاشفات ، فجعلها باقية تامة غير كاملة وفائضة غير مفيضة فيض العقل ، فهي في محل القصور والعجز عن بلوغ الغايات ، ثم أوجد الهباء في الكشف ، والهيولى في النظر ، والطبيعة في الأذهان ، لا في الأعيان ، فأول صورة أظهر في ذلك الهباء صور الأبعاد الثلاثة فكان المكان ، فوجه عليه سبحانه سلطان الأربعة الأركان ، فظهرت البروج الناريات والترابيات والهوائيات والمائيات ، فتميزت الأكوان ، وسمى هذا الجسم الشفاف اللطيف المستدير المحيط بأجسام العالم ، العرش العظيم الكريم ،